1984 > مراجعات رواية 1984 > مراجعة Sarah Shahid

1984 - جورج أورويل, الحارث النبهان
تحميل الكتاب

1984

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

إنها فعلاً تحمل كثيراً من الرعب وقد ملأت قلبي خوفاً وهلعاً فقد تصور الكاتب أن الشعب بمختلف طبقاته إنما هو مجرد أجساد فارغة لا مكان للعقول فيها ولا ضرورة لها في مجتمع حول البشرية إلى أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف دون طموحات أو آمال بل إن ذلك المجتمع هو من محى فكرة الإنسانية ليتسنى له تحريف التاريخ ورسمه على الطريقة التي يهواها الحزب المسيطر

وأولئك العامة ليسوا إلا عبيداً يمجدون جلادهم دون أن يبحثوا عن بصيص أمل ليخرجوا إلى الحياة

بل ربما لم يكن باستطاعتهم ذلك حيث "الأخ الكبير يراقبك" وكأنهم حشرات تحت مجهر الحزب يرصد تحركاتهم وأصواتهم بل حتى أفكارهم

فأفكارهم ليست ملكاً لهم ولا يحق لهم التفكير إلا فيما أملاه الحزب عليهم

فإن شاء جعل 2+2=5 وإن شاء نسب إليه قوانين الطبيعة والأرض وإن شاء تحكم بالجاذبية بل حتى الكلمات قد تغيرت وتغيرت معانيها وفقدت اللغة قدسيتها وحرمتها لتصبح مجرد رموز مبهمة غير مفهومة لا يفهم منها سوى ما أراد لك الحزب أن تفهم مثل (الحرية هي العبودية، الجهل هو القوة، الحرب هو السلم)

ولا يسع تلك الشعوب إلا أن تسلم بصحة ما يفتريه ذلك الحزب لأنهم يفقدون كل ما يمكن أن يقود عقولهم الصغيرة إلى طريق الحرية والنجاة

وإذا كانوا يملكون بعضاً منها فالغرفة 101 كفيلة بأن تمحي من ذاكرتهم كل ما علق بها من أفكار ليعودوا ويعلنوا ولاءهم الأعمى للحزب الذي جعل من يوتوبيا المدينة الفاضلة مهزلة كوميدية لا أساس لها

على الرغم من الرتابة التي ملأت النصف الأول من الرواية إلى أن خطورتها وعمق هدفها يدفعانك للتشبث بصفحاتها

حيث أنها تحذير يدفعك للتأمل في الحال الذي تعيش فيه

وأعتقد أن بعضاً من تنبؤات أورويل قد تحققت باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى التجسس على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

لكنني أتنفس الصعداء مئات المرات عندما أتأكد أن تلك النبؤات لم تمشي تماماً على النحو الذي رسمه أورويل وأننا لم نشهد تلك النهاية المأساوية التي صورها أيضاً فقد كنت أتمنى أن تكون أكثر تفاؤلاً وإيجابية

Facebook Twitter Link .
27 يوافقون
1 تعليقات