كنت أحد الأشخاص الذين يعرفون بيكيت كمسرحي ولم أكن أعرفه شاعراً أو روائياً، وفي هذه الرواية عرفت بيكيت الروائي.
في هذه الرواية يقدم لنا بيكيت سيد اللامعقول شكلاً آخر من أشكال العدم واللاجدوى، حيث يصور لنا مالون بطل هذه الرواية إن صح التعبير، مستلقياً في سريره ينتظر الموت، وفي أثناء انتظاره هذا، يستخدم عصاه ليقرب أشياؤه إليه ويبدأ بسرد قصتها، أو أنه يبدأ بسرد قصص من خياله ليمضي بعضاً من الوقت.
كان حديثه مجرد سرد عن اللاشيء، بلا معنى، وبلا هدف، فقط مجرد عمل غير مهم بانتظار الموت.
في الحقيقة استمتعت بحديث مالون هذا، كان مسلياً أحياناً، وواقعياً في أحيان أخرى، حيث دائماً ما كنت أتماشى مع أفكاره العدمية.
رواية مميزة بحق، لكاتب مميز