البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة > مراجعات كتاب البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة > مراجعة Sarah Shahid

البوصلة القرآنية: إبحار مختلف بحثاً عن الخريطة المفقودة - أحمد خيري العمري
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يستهل العمري كتابه بوصف عناصر الخطاب القرآني وهي (الإيجابية، التساؤل، البحث عن الأسباب، الحس المقاصدي) حيث يرى الكاتب أن هذه العناصر هي روح القرآن، وأن الرعيل الأول من المسلمين قد اعتمد عليها لتحقيق كل ذلك التغيير أو "النهضة" خلال عقود قليلة

ينتقل إلى المحور الثاني وهو ما دعاه بـ"الأمس المستمر" أي الأمس الذي لازلنا نعيش تبعاته حتى الآن، ويقصد بالأمس فترة حكم معاوية التي امتدت عشرين عاماً لكن آثارها ما زلات موجودة إلى اليوم، حيث يرى أن جذور الأزمة قد بدأت في فترة حكم معاوية التي قتلت عناصر الخطاب القرآني بواسطة الجبر والاستبداد وقد عبر عن ذلك بقوله: "عند ذلك المنعطف العتيق ولجنا عصر الانحطاط"

في المحور الثالث والأخير يجعل العمري من سورة الكهف بوصلة للنهضة نستحضرها كل جمعة، وتنطلق النهضة باعتقاده من قصة أصحاب الكهف لتصل إلى قصة ذو القرنين وهي المرحلة العليا، مروراً بقصة صاحب الجنتين وقصة سيدنا موسى والعبد الصالح، ويرى العمري أننا من خلال هذه البوصلة يمكننا تحديد الاتجاه والثوابت والهدف اللازم لعملية النهضة

إن العمري في كتابه هذا يخالف تيار المدرسة الدينية التقليدية وذلك باستخدامه العديد من الأفكار والتحليلات التجديدية والتي لم نعتد سماعها، وهذه الأفكار تدغدغ العقل والمنطق من جهة لكنها من جهة أخرى تطالب بنصيبها من البحث والتنقيب

لذلك فإن هناك بعض الأفكار التي لم أتخذ بعد موقفاً صريحاً تجاهها مثل السببية، وبغض النظر عن موقفي، إن كنت سأتقبل بعض الأفكار أو أرفضها، لا ننكر أن الكاتب قد اجتهد، فإذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر

لم أرَ في هذا الكتاب ما يستحق المهاجمة، إن الذين يدعون للعودة إلى كتب أئمة العلم ويعارضون أي محاولة تجديدية في رأيي إنهم يخالفون في ذلك المبدأ والركيزة الأساسية في الإسلام وهي: "الإسلام ملائم لكل مكان وزمان"

إن معجزة القرآن الكبرى في اعتقادي أنه يمكن قراءته وفهمه وملائمته لكل الأجيال، ولو أننا قرأنا تفسير السلف للقرآن وتوقفنا عن الاجتهاد لخالفنا في ذلك روح القرآن

هناك أمران لم أستسغهما في هذا الكتاب:

الأول: ذكر العمري أن الرسول كان يصلي في الليل ست ركعات فقط، في حينا أننا نعلم ما نُقل عن السيدة عائشة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقوم حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام

برأيي لو أن لهذه القصة أكثر من رواية على سبيل المثال، فيجب على الكاتب عدم ذكر هذه القصة وخاصة أنها لا تخدم الفكرة الرئيسية

وهذا الأمر جعلني أشكل في مصداقية العديد من القصص والروايات الأخرى التي يذكرها العمري

أما الأمر الثاني فهو الفانتازيا التي لاحظتها في المحور الثالث، فأنا شخصياً أكره إدخال الفانتازيا بكتب كهذه

على الرغم من كل ذلك، فإن هذا الكتاب مذهل ويستحق القراءة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق