الأمير > مراجعات كتاب الأمير > مراجعة Sarah Shahid

الأمير - نيقولا مكيافيللي, ياسر عبد الحسين, محمد لطفي جمعة
تحميل الكتاب

الأمير

تأليف (تأليف) (تقديم) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

هذا الكتاب الذي جعل منه الساسة في القرون الخمسة الأخيرة كتابهم المقدس واستلهموه في جميع أعمالهم حيث وضع القواعد الأولى في علم السياسة والعلاقات الدولية والعهودوالمواثيق.

كما أنه جعل "الغاية تبرر الواسطة" حيث يدعو الأمراء والحكام إلى تكييف أنفسهم وفقاً لتطورات الأزمنة ومقتضيات المصلحة.

كما أننا نرى تطبيق قواعده كل يوم في إيجاد المبررات للحروب وتسليح الجيوش وتوطيد أقدام الاستعمار كما يبدو أن إسرائيل قد استوحته في كل ما عملته في فلسطين فقد غدا هذا الكتاب مرجعاً لكل طامح في السيطرة السياسية.

ويجب على كل حاكم وكل سياسي بل وكل فرد أن يقرأه لا لتطبيق قواعده التي تتناقض مع المثاليات إنما ليعرف تلك القواعد ويتجنبها وليستطيع أن يفسر كثيرأً من الأحداث المريعة التي تلت صدوره في أنحاء العالم.

لقد كان هذا الكتاب ملعوناً في الماضي حيث كان مغايراً لنظام النظريات السياسية المألوفة في عصره وقد ظل مغايراً لمدة ثلاثة قرون ولقد كان ميكيافيللي أقرب إلى الطريقة العلمية من غيره من سابقيه وهذا هو العامل الأساسي في انقلاب ميكيافيللي على التقاليد المتوارثة.

ولا يهتم ميكيافيللي في هذا الكتاب بتثقيف المواطنين إذ أنه يعتبرهم جامدين هامدين أي أن الشعب ليس "بالوحدة الخيرة"، وليست الدولة في رأيه أداة للوصول إلى حياة طيبة وإنما هي قوة فعالة وأعتقد أنه من هنا استمد اليهود بعضاُ من مبادئهم وبرتوكولاتهم.

إن الكثيرين من الزعماء السياسيين من مختلف الفئات والاتجاهات الذين تولوا منذ أيام ميكيافيللي، قد وجدوا في كتابه الأمير الكثر مما يتفق مع أهدافهم مثل زعماء ألمانيا التي كانت بحاجة إلى الوحدة القومية شأنها في ذلك شأن إيطاليا التي كان يرى فيها ميكيافيللي وريثة عظمة الجمهورية الرومانية، كما كان يرى الإيطاليين متفوقين على غيرهم من الشعوب والأجناس البشرية إذ كانوا بالنسبة إليه النسل المباشر للرومان، ولذا فإنهم أحق من غيرهم في أن تكون لهم دولة قومية.

وإن ما أفزع قراء كتاب الأمير القدامى ومازال يفزع بعضهم حتى الآن هو أن ما وضع ميكيافيللي في كتابه يمكن أن يستخدمه الأمير لا ضد أعدائه الخارجيين فحسب بل ضد مواطنيه الذين يعارضون في حكمه لسبب من الأسباب، كما أن هناك فقرات في الكتاب اشتقها ميكيافيللي من نظريته في القوة ومثال ذلك قوله:

"عندما تفتقر الدولة إلى السلاح الكافي، تنعدم القوانين الجيدة ، وعندما تكون جميع الدول مسلحة تمام التسليح تكون جميع قوانينها جيدة، وسأتخلى في حديثي عن القوانين وأقتصر على الأسلحة"

إذاً فإن ميكيافيللي اعتبر بأن نواة الدولة هي القوة ولا ريب في أن ميكيافيللي في اعتباره هذا كان أقرب إلى الواقعية وإلى الواقع السياسي من كثير من مفكري العصر الحديث فكان بهذا الاعتبار أكثر عصرية.

ومازالت حقائقة ونظرياته تنطبق على واقعنا في هذه الأيام.

Facebook Twitter Link .
21 يوافقون
اضف تعليق