يبهرنا كونديرا كما في كل رواياته بقدرته على تحليل الطبيعة الإنسانية واختراق مكامنها وسبر أغوارها، ليبهرنا أيضاً بفلسفته التي تتعلق بسلوك الإنسان.
أهم ما يميز رواياته أنه يعامل شخصياته وكأنهم بشر واقعيون بعيداً عن مثالية الأدب التي من الممكن أن نراها في بعض الروايات، وبالتالي لن تشعر أن الرواية هي مجرد أحداث خيالية يعرضها الكاتب ليعبر بها عن أفكاره الطوباوية، بل على العكس نجد روايته واقعية جداً ملامسة لذواتنا وتخاطب الطبيعة الإنسانية كما هي.
وفيما يخص هذه الرواية بالذات، فقد ظهرت عبقرية كونديرا بهذا الحوار التاريخي بين كل من هيمنغواي وغوته، بالإضافة إلى تناوب فصول روايته بين الشخصيات التاريخية حيناً والشخصيات الخيالية حيناً آخر، ليرينا كيفية سعي الإنسان للخلود حيث لن يختلف هذا السعي بين فئات المجتمع كافة وإنما ستختلف الأساليب والأدوات فقط.
إنها من أكثر روايات كونديرا عبقرية حتى الآن..