زمن الخيول البيضاء > مراجعات رواية زمن الخيول البيضاء > مراجعة بشائر حداد

زمن الخيول البيضاء - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

زمن الخيول البيضاء

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حين قرأت هذه الثروة الكتابية , كنت أقف في كل مرة على ذلك الموقف الذي يقف فيه كل صاحب دير في تلك النقطة التي يتسطيعون من خلالها رؤية الهادية بشكل واضح وشامل , ليشاهدوا ذلك الجمال الرائع لتلك * الهادية * التي كانوا يعيشون كل يوم فيها ولا يروا شيئا مميزا فيها , وكان يلفت نظري أن كل واحد منهم سأل نفسه في تلك اللحظة ( هل كان يلزمني أن أرحل حتى أرى هادية * أخرى * ؟ ) ,, ولكن حين رحل أهل الهادية أنفسهم منها , بعد أن ذاقوا الويل والعذاب في محاولات كان ينجح بعضها , ويفشل بعضها الاخر فشلا ذريعا مخلفا وراءه الأسى ومئات القتلى والجرحى والأسرى , والدم , ليحافظوا على الهادية ليحولوا دون أن تسلب منهم .. حين رحلوها هذه المرة كانت ألسنة النار تلتهم كل ما تراه أمامها في الهادية , كل شيئ , الخيول المهترئة , بعض الحيوانات التي نجت بأعجوبة من الموت إثر الجوع , أبر اج الحمام , حتى الحمام لم يلبث من ذلك العبث الذي حل على الهادية , حتى أجنحتها احترقت وباتت تحركها بأسى , محاولة لإختلاق حياة جديدة لها , حين غادروها هذه المرة , ووصلوا إلى النقطة التي يقف فيها صاحب الدير , النقطة التي تمكنهم من رؤية كل الهادية , بوضوح , كانت النار وحدها هي التي رأؤها , لكنهم حينها لم يسألون أنفسهم ذلك السؤال الذي سأله صاحب الدير لنفسه حينما رحل , (( هل كان يلزمهم أن يرحلوا حتى يروا هادية أخرى ؟ )) , فهم لم يكونوا بحاجة لأن يرحلوا حتى يعرفوا قيمة الهادية , أو حتى ليروها بنظرة أخرى , وبزاوية أخرى , وبشكل أكثر وضوحا , وأكثر جمالا , كانت الهادية من دون ذلك كله أجمل ما رأت أعينهم , لا يلزمهم أن يرحلوا كي يروها هادية جديدة , أحببت الكتاب حبا خاصا وبت أتنقل بين صفحاته مرة باكية , ومرة مبتسمة , ومرة ضاحكة !! , هذا الكتاب يشبهني , بالفرح الذي فيه حين تزوج خالد من الجميلة أمل , وفي الحزن الذي فيه حين ماتت,وحين ضاعت ياسمين* حبه الثاني * من بين يديه , وحين احتلت الهادية , وشب الحريق في مدن فلسطين التي باتت تسقط واحدة تلو الأخرى , وفي بصيص الأمل , وفي شقاوة زوجة خالد سمية , وفي شجاعة وإخلاص أهالي القرية لأرضهم , وكيف أن مناسبة واحدة بسيطة كافلة لإشعال عرس في كامل القرية , التفاصيل التي في الرواية تجعل القلب يبكي , يفرح , يمر بكل المشاعر مجرد قرائته للرواية !

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات