حديقةً متراميةً تزحمها أشجار التوت
وتعترش في جنباتها الحناء والياسمين
وتثب فوق غصونها لحن العصافير، ويمد
الطرف نحو السماء خﻻل الغصون ،وما
أجمل السماء وتسمع حفيف الناي يحاكي
الطيرَ الطليق فيستريح الشجر وتصغي
السماء وتنظرُ الطيور الى مُمسك الناي
يناجي الناي ويناجيه أسمر الوجه فطن
المﻻمح يصطف بجانب إخوته عابرين على
أوتاد ذلك العرش المتين متجهين الى
سيد هذا العرش في ذل، وخنوع
والذي يغير مساره يتردى في
مهاوى الشقاوة يتحدث الجبﻻوي
بكبرياءه وقوته التي ﻻترنو ﻹاحد
إدريس اﻻبن اﻷكبر الذي شكل دور
التمرد على القوة المذكوره كيف
تشكل ذلك التمرد وكيف استطاع
فعل ذلك؟
لقد كان ادريس اﻻخ اﻻكبر مما
يجعله مهيئاً ﻹادارة الوقف من خلف
والده ومما جعله مجنوناً يهاجم ناراً
مندلعه هو أن أبيه جعل أخيه الأصغر
ادهم يدير الوقف بدﻻً عنه والذي شكل
هنا ضحيةَ القوه مما جعل منه متهم
دون ذنب جناه كالقلةٍ التي تسقط على
راس ﻷن الريح أطاحت بها وذلك التمرد
على القوة يستوجب من جهته ردة فعل
مباغتة فكان الرد على ادريس الطرد من عدن-
تشرد ادريس وأصبح عربدياً يضاهي قلبه
سواد الليل وجنون المعتل ممل جعل
القوة تزيد في قبضتها عليه هل سيغادر
الحياه ضحية القوه ام المتمرد على
القوه ام القوة نفسها من منهم سوف
يتعربد على مسارح الحياه ومن
منهم سوف يقبع خلف ستار الكواليس؟
يقول ساراماغو أن الموت رحمة لنا ،
ينطفي أنين الناي وتذبل الشجر
وترثي الطيور الفقيد ويحن جذع النخل كما حن لمريم بمغادرة ترنيمة المكان ادهم
يودع الحياه وتصمت الشوارع وﻻ تسمع
اﻹا حفيف الهواء حين يسقط المتمرد
على القوه من الباقي اﻻن؟ سوى
القوه تغلق الابواب المتجهة اليها
وتركن وحشة الكفن .
والحواري تنتظر طويﻻ انفتاح تلك
اﻻبواب الموصده وينتشل الموت
كل من هم حول تلك القوه
فيصيح كل ممن لديهم حنين
الماضي صرخة صامته بوجهه القوه
لماذا تتوقفين أمام تسول العطشان
يصرخون ﻷن هناك قوة تظهر على المسرح
تحاول نزع الوقف من اسﻻف الجبﻻوي
وﻻاحد لديه إثبات على أن الوقف ملك
لجميع افراد حارة الجبﻻوي الا الجبﻻوي نفسه.