كنديد أو التفاؤل > مراجعات رواية كنديد أو التفاؤل > مراجعة zinova

كنديد أو التفاؤل - فولتير, عادل زعيتر
تحميل الكتاب

كنديد أو التفاؤل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

****

كانديد هي اشهر وراية للاديب والفيلسوف الفرنسي فولتير , وتدور قصتها عن البطل كانديد (الساذج) الذي كان يعيش بقصر عمه احد اكثر البارونات نفوذا بالويستفالي . كانديد كان يصدق وبكل براءة كلام معلمه بونغلوس فيسلسوف القصر العظيم الذي كان يقول ان هذا العالم هو افضل العوالم الممكنة وبان كل الامور فيه تسير نحو الافضل , وان قصر البارون هو اجمل قصور العالم , لكن سرعان ما تم طرد البطل من هذا القصر بعدما اكتشف عمه علاقته بابنته الجميلة كينيغوند .

سادت اوروبا بالقرن ال 18 موجة من التفاؤل شكلت امتدادا لفلسفة ليبنتز - وهو فيلسوف الماني ورياضي شهير واحد اهم فلاسفة التنوير بالقرن 17 الى جانب كل من ديكارت وسبينوزا - وكانت خلاصة فلسفته التفاؤلية ان هذا العالم هو افضل العوالم التي يمكن لله ان يخلقها . وعندما ضرب زلزال شديد مدينة ليشبونة البرتغالية سنة 1755 نظم فولتير قصيدة (تشاؤمية ) يصف فيه مأساوية الحياة وشقائها , هذه القصيدة التي دفعت جان جاك روسوا الى الرد عليه حسبما ورد في كتابه الاعترافات : " ..... عندها خطرت في بالي فكرة مجنونة وهي ان اعيده الى رشده وابرهن له ان كل شيء جيد ...... لقد عاملته في هذه الرسالة بكل لطف ممكن ....وعلما مني بانه سريع الغضب لشدة اعتزازه بنفسه .... ارسلتها الى طبيبه الخاص وصديقه واعطيته ملء الحرية في تسليمه اياها او اتلافها ....... واجابني فولتير في عدة اسطر بانه لما كان مريضا ويشرف على مريض فانه يؤجل مسالة الرد علي الى وقت لاحق .... ومنذ ذلك الحين نشر فولتير جوابه الذي وعدني به , لكنه لم يرسله الي . وهذا الجواب هو روايته "كانديد" ..... " .

الرواية تعج بعنصر السخرية الذي اسخدمه فولتير كسلاح في نقد فلسفة ليبنتز التفاؤلية ومن نهج نهجه , فنجدها حاضرة منذ الفصل الاول ويتجلى ذلك في اسلوب الفيلسوف بونغلوس المضحك في بناء استنتاجاته من قبيل "... لاحظو ان الانف وجد لتوضع عليه النظارة ونحن نملك النظارات , والارجل خلقت لكي نرتدي عليها الجوارب , ونحن نملك الجوارب .... " ليتبث ان كل شي وجد لغاية فضلى , وعموما شخصية بونغلوس وضعها الكاتب ممثلة للمذهب التفاؤلي وجعل يسخر من منطقه الاعوج في الاستدلال تقريبا في اغلب محطات القصة , ولا ننسى بطل القصة كانديد الذي كان يؤمن بكل ما يقوله بونغلوس فقط لانه فيلسوف عظيم وفي هذا تهكم واضح من اتباع مذهب ليبنتز الذي يقولون بما قال فقط لانه احد كبار الفلاسفة والمفكرين . القصة تتبع رحلات البطل حول اوروبا (او بالاحرى معاناته ) حيث ياخذنا فولتير في رحلة ممتعة يعرفنا فيه على طبائع الشعوب الاوربية وعادتها والتي نالت كلها نصيبا من نقده اللاذع وخاصة الارسطقراطيين , كما انه اورد بالرواية مجموعة احداث مستوحات من صميم الواقع كزلزال ليشبونة , حرب السبع السنوات .... ونجد كذلك انتقاده للمؤسسات الدينية وخاصة الكنيسة بالاظافة الى نظام الحكم الملكي المتعسف فمثلا عندما دخل كانديد وصديقه ليقابلوا احد الملوك الكرماء سألو عن الطقس المتبع في التحية هل نقبل يديه ام نجثو على ركبتينا , فاجابهم الحارس ان كل ما هو مطلوب هو معانقة الملك وتقبيل خذيه . فولتير جعل بطل روايته يمر باحداث مناقضة تماما لما يؤمن به كالحرب التي يموت فيه الاطفال والنساء والعجائز بدون سبب والكوارث الطبيعية التي لا تميز الصالح من الطالح فكل عندها سواء اطفال , نساء , شيوخا , شبان , رهبانا ..... دفعت كانديد على ساذجته وبساطة تفكيره الى التساؤل " اذا كان هذا هو افضل العوالم الممكنة , فكيف تكون العوالم الاخرى ؟؟ " . ولا يقف فولتير عند الكوارث العامة '(زلزال , حرب .... ) بل يصور ايضا المعانات الفردية ويوضح كيف انه لا يكاد يوجد شخص خال من الهموم والمشاكل في هذه الحياة , ولا يخفى على احد الصورة التشاؤمية التي رسمها فولتير للحياة في روايته هذه الا انني اضنه كان واقعيا فهو بذلك يدعوا الى العمل والجد من اجل تحسينها , وهذا يتضح جليا بنهاية الرواية في عبارة "هي فلنزرع حديقتنا " كما انه يقر بذلك عدم جدوى فلسفة الماورائيات او الفلسفة الميتافيزيقية (اللاهوت ) لانه لا يمكن للعقل ان يحسم فيها باي نتيجة , وبدل ذلك فلنركز على الامور المفيدة .

لقد اسيئ فهم فولتير وتم اعتباره ملحدا الا انه لم يكن كذلك فهو كان ربوبيا اي يؤمن باله غير شخصي (لا يتدخل في شؤون البشر ) كاله اينشتان او بشكل ادق كاله سبينوزا , ويتضح ذلك في الرواية بقوله " هل رايت امبراطورا يرسل سفينة ويهتم بحالة الفئران بها هل هي مرتاحة ام لا " ويقصد بالامبراطور الله , والسفينة الكون , والفئران هم البشر , على اننا بالنسبة للكون اقل من ذلك بكثير ففي هذه الحالة ستكون الفئران بمثابة المجرات او اكثر .

الرواية ممتعة جدا تميزت باسلوبها الساخر- فلكم اضحكني كانديد وبونغلوس في العديد من المواقف - بالاضافة الى تعدد الشخصيات , فلكل شخصية قصة فريدة , ودور هام في القصة ... ولعل من اكثر الشخصيات التي اعجبتني بالاضافة الى بونغلوس وكانديد هي شخصية مارتن و العجوز بوكوكورانتي ... وكذلك الاماكن الممتعددة فكانك في رحلة باوروبا القرن 18 . القصة قصيرة فيما يقارب ال 150 صفحة وهذا اكيد يشجع على قرائتها .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق