ألواح ودسر > مراجعات رواية ألواح ودسر > مراجعة مختار الشريف

ألواح ودسر - أحمد خيري العمري
أبلغوني عند توفره

ألواح ودسر

تأليف (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مُتكاملة!!

أظن أن هذه هي الكلمة المناسبة لأستهلّ مراجعتي لهذه الرواية الجميلة، أجمل ما فيها أن "السيّد نوح" لم يكن هو محور الرواية، بقدر ما كنّا نحن!!

هذه الرواية سلطت ضوءاً ساطعاً إلى داخل ظلماتنا التي نعتبرها تنويراً، نحن من نستهلك ونبيع أرواحنا للمحتل، لم يعُد المُحتلُّ ذلك الذي يحمل بيده بندقيّة ويمتطي صهوة دبّابة ويغزونا بطائرة، بل إنَّ المحتلّ اليوم هو أكثر أناقة ولياقة ولباقة!

مُحتلّنا اليوم يلبس بزّة أنيقة وربطة عنق جميلة ويضع أرقى العطور، مُحتلنا اليوم يغزونا بالموسيقى والرّقص والحفلات والمهرجانات....وبرامج المواهب!!

مُحتلّنا اليوم يهاجمنا بالمسلسلات والأفلام والمسرحيّات، ويقصفنا بوابل من الترفيهات!!

غُزاتُنا اليوم لا يتحصنون بقلاع وحصون، ولا يقاتلوننا من وراء جُدُرْ؛ إنهم يقبعون اليوم في "المولات" وفي الأسواق ويضربوننا بالتخفيضات والتنزيلات و"التسهيلات"!!

غُزاتنا اليوم لا يُجنِّدون مرتزقة لقتلنا.... لقد أسندوا المهمّة لأبناءنا...! ولقد نفّذ أبناؤنا المهمّة بنجاح منقطع النظير....بسهولة وبراعة!!

نعم، نحن بِعْنا المجد....بثمن بخس، مقابل العروش والقروش والكروش!!

نحن بعنا الكرامة، واستبدلنا التفاهة بها وأسميناها مُعاصرة!! لقد أهرقنا ماء وجوهنا، وغرقنا بماء المهانة المَهين ورضينا بالذّل المُهين، ودخلنا "جُحر الضب" ظنّاً منّا أنَّ فيه "الفرات المَعين" وصرنا لأعداءنا على أنفسنا خير مُعين!!

ربما نجت ذات الألواح والدسر لأنّ نوحاً رُبّانها، فمن أين نأتي بنوحٍ جديد؟ لقد نجت سفينة نوح أمام الطوفان، فهل ستنجو سفينتنا أمام أعاصير الأفلام الماجنة وعواصف الهمم الواهنة....أمام مدّ أغاني العواري، وجَزْر الثقافة والعلم والأخلاق؟

هل سنصمد أمام برامج "المواهب"، وقنوات تدمير الأجيال؟ هل سنتمكن من مقاومة المسلسلات المدبلجة والجماعات المؤدلجة؟! هل سنوقف تزوير التاريخ وطمس الحقائق، أم سنبقى منبطحين كُسالى هُزالى متكرِّشين؟؟

هل سننجو كما نجت سفينة نوح.....أم سنُفيق يوماً بين رجل ذليل وطفل عليل وامرأة تنوح؟!

Facebook Twitter Link .
11 يوافقون
اضف تعليق