فيرونيكا تقرر أن تموت > مراجعات رواية فيرونيكا تقرر أن تموت > مراجعة منية يحيى

فيرونيكا تقرر أن تموت - باولو كويلو, رنا الصيفي
تحميل الكتاب

فيرونيكا تقرر أن تموت

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

رواية فيرونيكا تقرر أن تموت.

المؤلف: باولو كويلو.

عدد الصفحات: 202.

الترجمة: ظبية خميس.

دار النشر: دار الهلال.

فيرونيكا تقرر أن تموت، فيرونيكا الفتاة التي لم تتجاوز الـ 25بعد تقرر الموت.

السؤال الأول الذي خطر ف بالي وأنا اقرأ العنوان، لما قررت الموت، ما الذي رأته فتاة ف الـ 24 حتى تقرر الرحيل للأبد.

دوماً سبب قرار الرحيل يكون إما اليأس، الفقدان، أو ضغوطات الحياة! فما الذي حدث لها بالضبط لتقرر الموت.

وربما الذي جعلني اتشجع لقرأتها -غير كونها رواية الأسبوع لنادي هواة القراءة-البحث عن إجابة السؤال "لما قررت الموت!؟".

المحبط ف الرواية أن الإجابة قابلتني من الصفحات الأولى، فلم تعد لي الرغبة ف اكمالها. وصار السبب الوحيد لطيّ الصفحة والذهاب للصفحة الاخرى أنها رواية الأسبوع، و التسلية الوحيدة التعرف ع شخصيات المصح. لا أنكر انها مليئة بالفلسفة عن الحياة والجنون، لكن هذا لم يشبع حبي للتشويق والإثارة فنهاية القصة صارت واضحة!

من البداية ستعرف (وهذا لم يكن بحاجة لكاهن او عراف فالفكرة مكررة ومستهلكة) أنها ستحب الحياة وستغير نظرتها وطريقة عيشها وستجد من يحبها وتحبه، وكل ما أخبرها به الطبيب عن مرضها ما هو إلا كذبة! لدى لم تحمل لي أي تشويق.

ما شدّني كما قلت سابقاً قرار الموت، فأغلبنا -إن لم يكن كلنا- يرى أن قرار الموت ضعف أو جبن واستسلام ليأس الحياة. والشجاعة الحقيقية ف مواجهة الحياة. لكن ما أؤمن به مختلفٌ تماما، اعتقد أن فعل الموت هي الشجاعة ذاتها!

ورغم اختلافي مع فيرونيكا ف نظرتها السوداوية للحياة إلا انني تضامنت معها أو بالأصح أحسست بها . . نعم، مواجهة الحياة شجاعة، لكن عندما لا يوجد ما تواجهه، ولا يوجد ما يدفع بك للحياة وللاستمرار، إذا لما الحياة، فالموت أفضل.

لم يكن هناك هدف وهذا ما أحسسها باللاجدوى. فقدان الحياة لايكمن ف انفصال الروح عن الجسد بل أبلغ من هذا، حيث هناك الكثيرون من هم أحياء أموات!

كل أولئك الذين يعيشون ف نفس الرتابة اليومية، يواجهون نفس الملل ونفس التعاسة، إلا أن وجودنا مختلفين هذا ما يجعل تقبل كل فرد للملل مختلف، فتجد من يعايش هذا الملل وتستمر حياته ع نفس الوتيرة ولا يتدمر وهناك من لا يستطيع التأقلم والاستمرار فيفضل الرحيل، لذا فقدان هدف للحياة يجعلها بلا معنى ولا تفسير. فالإنسان بالفطرة يستشعر الغربة ف كونه لا غاية لوجوده ف الحياة . . . والعالم كلما أصبح أكثر سهولة أصبح أقل متعة بالنسبة له! ورغم هذا لازال يبحث عن الكمال الذي لن يحصل عليه وبحثته ما يجعل للحياة معنى... نعم هذه هي الحقيقة، المتعة الحقيقية للحياة تكمن ف خوض التجارب، خوض كل تجارب الحياة بحلوها ومرها وتحقيق الهدف فيها هو السعادة المطلقة -إن أمكن التعبير-، وتجربة كل ما ف الحياة، كل ما فيها من فرح وألم، حب وفقدان وبحث وانتظار، نجاح وفشل...

والأهم أن يكون للانسان هدف يسعى لأجله، هدف حقيقي يعيش به وله ومعه، يُصبح ويُمسي وهو يعمل ع تحقيقه. وما أن يموت الأمل بداخل الانسان يموت هو أيضا ويصبح جسداً خامداً بالياً بلا روح، ووجوده ع قيد الحياة بلا أي جدوة وهذا السبب الحقيقي ف نظري للانتحار.

لكل منا سببه وهدفه يجعله حياً، وفقدان سبب الحياة يجعل الانتحار أمراً طبيعياً والإلحاد ف حد ذاته سبب، وكما قال دوستويفسكي ف روايته (الاخوة كارامدروف) ع لسان أحد شخصياتها "إذا لم يكن إله فكل شيء مباح" وحتى الموت مباح فلا وجود لهدف ... وف أحد الاحصائيات أُثبت ان أكبر عدد للانتحاريين ف روسيا وأميركا والسبب راجع لوجود أكبر عدد من الملحدين، وربما هذا يرجع لعدم وجود سعادة حقيقية وعدم وجود إيمان . . . عدم وجود هدف حقيقي للحياة.

وحينما جمعت بين الإيمان والهدف لاستمرار الحياة السعيدة للإنسان، هذا لا يُحتم ولا يتوجب ان يكون هذا الهدف نبيلا وهدف موحد، فقد يختلف الهدف من شخص لآخر بحكم الاختلاف الفطري والتربوي لكل فرد. كما أن هذا الهدف قد يتغير بعد زمن للإنسان نفسه، وهذا أمر طبيعي؛ فحسب احتياجاته وتغير طريقة التفكير ونظرته للحياة تتغير الأفكار والأهداف.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق