طوق الياسمين " رواية تطلبت مني جهدا و متسع من الوقت لإتمامها و التعرف على السر الخفي وراء عنوانها و المغزى الحقيقي التي تحمله.
هذه تعتبر أو بالأحرى أعتبرها من أكثر الروايات التي يستوجب قراءتها بتمعن لصدى عباراتها الكبيرة .
قصة مريم و عشيقها ، قصة عيد عشاب و رفيقته المسيحية سيلفيا * ..الرواية تحكي قصة كل من هؤلاء الشخصيات و الرابط القوي بينهم ، لقول الأمور باختصار مبهم ..! عيد عشاب و مذكراته اليومية التي تشمل عدة أبواب يحكي فيها عن مآسيه و تعبه من هاته الحياة القاسية و لئيمة ، و أكثر حدة فانه يروي ذلك بطريقة صوفية إلا أنه جاء في آخر صفحاته باب تحت عنوان "باب الياسمين " يشمل ورقة خالية بيضاء عزم و تنأى و عجز عن وصف هذا الباب حيث يرى لا محال لوصفه لانه مقدس لتلك الدرجة ..في حين ذلك قصته الغرامية و الأسطورية مع سيلفيا التي كانت الظروف و الحياة قاسية و مستعصية على علاقتهما حيث في الأخير كان مصير عيد هو الموت تحت إثر الألم و سيلفيا التي إنتهى بها المطاف إلى الزواج رغما عنها ! أما قصة مريم و عشيقها الذي لم يذكر إسمه و كان هو الراوي لكل الاحدات فقد غدره الحب و الحياة و الموت معا لأنه إكتفى فقط بخوض علاقة حميمية لم يكون مناها الزواج بمريم التي كانت هي الأخيرة مصدر كل البأس التي عانته لكن الأجمل أنها كانت تحب بجنون و نتج عن هذا ثمرة عشق لحبهم الغريزي طفلة "سارة " !
فالرواية مأساوية لحد أدنى تأثرت فعلا بنهاية ..فالحياة و الموت نقيضا الحب' مريم توفيت أثناء إنجابها كما ماتت تلك الثمرة أيضا و خفت ضوء السعادة و عيد مات أيضا ، أما سيلفيا و المعشوق كل منهما عاش حياته رغما عنه ، و لغز طوق الياسمين" لم يستطع أحد فك خيوطه إلى أنه بنسبة لي كان يعني الحياة الاخيرة"
روعة ، ألهمني واسيني * لرقي أسلوبه و فصاحته .