1984 > مراجعات رواية 1984 > مراجعة رفقا داود

1984 - جورج أورويل, الحارث النبهان
تحميل الكتاب

1984

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذه الرواية من أحسن ما قرأت في شق الأدب السياسي. لم أستطع أن أمنع نفسي من الدخول في عالمها الكئيب و المحبط إلى درجة كبيرة.

أحسست أن أورويل لديه حرفية في الكتابة وكذا في سرد الأحداث. حتى أن الشخصيات كانت تقريبا بنفس التأثيرمن ميلادها إلى نهايتها.

و لكن الرواية تميزت في نفس الوقت ببعض الإطناب في الوصف و الذي أثر بعض الشيء في رؤيتي العامة لها، بمعنى أنني وجدت نفسي في أمكنة و سياقات لم أر بدا من وجودها. ذلك هو التوزيع الغير مبرر إن صح القول.

الرواية تكتسي كذلك طابع الصعوبة. بمعنى أن القارئ غير المطلع على أساسيات العمل السياسي (الحزب، الرفقاء، الشعارات، الحرب) لا يمكنه المواصلة و الصمود.

مع أن كتابة رواية بهذا الشكل مخاطرة في حد ذاته بالنسبة لزمن الكاتب، فإنه نجح إلى حد ما في استدراج القارئ إلى داخل الأقبية المعتمة تارة، و الغرف المضاءة إلى حد الدوار تارة أخرى، بكل ما في ذلك من تباين للأحاسيس.

كذلك أحسست أن استغلال الأمكنة اتسم بذكاء و أمل، ذلك أن الحياة الطبيعية هي التي يغيب عنها ذلك الإرهاب الفكري و صناعة الكذب في المكاتب المغلقة، بل الخروج و الإنعتاق (مثال أن جوليا فضلت الأماكن المفتوحة للقاء وينستون في حين أن اختيار الأخير استقر على مكان شبه مغلق يحمل عبق الذكريات).

ضف على ذلك التركيز على موضوع الذاكرة، و إن كان وينستون نفسه لم يستطع الاستدلال على صحة التاريخ (1984)، إلا أن مسألة صناعة الذاكرة من الأهمية أن آلة الحزب جعلت منها أداة لتوظيف الحاضر في خدمة الماضي و المستقبل. و لهذا يتبين أن الشخصية الرئيسية حاولت المقارنة لا المقاربة، و الاستقصاء، و الاستدلال للوصول إلى شيء ملموس.

الرواية بقدر ما أزعجتني (أحب النصوص التي تزعجني) و استفزتني بنظرتها التشاؤمية، بقدر ما ألهمتني شيئا من التحدي بخصوص المستقبل مع التسليم بأن المناضل من أجل الحقيقة قد يختفي من سجلات التاريخ و لكنه قد يتسامى في رفضه لواقعه و نهاية معركته ضد نفسه بالدرجة الأولى. و هذه رسالة في حد ذاتها.

قد يكون هناك أخ كبيرو وصاية و حزب واحد وإرهاب و طبقية متوحشة، إلا أن الفكرة سلاح كما تعلمت من هذه الرواية الخالدة خلود قضيتها.

Facebook Twitter Link .
12 يوافقون
اضف تعليق