( عن الذي يربي حجرا في بيته)
ترى هل كان هناك اسم يستطيع أن بصف ذلك العمل أو يعنونه أكثر من هذا؟
طيلة الوقت أنت تعيش داخل بشري يقبع في مرحلة البين بين... بين الجنون والتأمل والحكمة.. إنها المنطقة الأخطر في حياة المبدع.. والفيلسوف أيضا... أن تضع نفسك تحت ميكروسكوب الكتروني يرصد أدق أجزائك وأخف حركاتك بل وحتى نواياك المخفية طيلة لوقت ... أن ترى كل بشريّ سواك ليس إلا ( س) من الناس حتى حبيبتك التي تسميها باسم يبدأ أيضا بحرف الـ ( س) وتلمح إلى أن اسمها ( سرين) بحذف الياء.. وكأنه كتب عن طريق الخطأ لكنه يوميء إلى أنها سرك الخاص والسر المخفي عنك في آن... أن تصبح الأشياء الجامدة صديقتك وأكثر حياة ومتعة وقربا منك من غيرها من المخلوقات الحية.. أن تعيش في منطقة لاتعرف ماهيتها بالضبط بين الحياة والموت.. تختارها بطريقتك وترسم على حوائطها قططا ربما لأنها بسبعة أرواح كما يقولون لتحيي نفسك والمكان أو لتصنع من تتكلم أنت معهم بطريقتك.. أو لتخلق لغتك الخاصة حتى مع نفك... فهذا لايكون إلا محض جنون.. وحكمة أيضا... العمل مرهق جدا للقاريء... يترهل أحيانا لأنه يدور في فلك أحادي ... لكنه يبقى متميزا ومختلفا وكما يقولون كثيرا كثيرا. ولا يصدقون إلا في وصف عمل يشبه هذا العمل: ( يغرد خارج السرب)...