عندما نويت قراءة هذا الكتاب كنت متشوقة و متحفزة جدا له فقد أخذنى عنوانه و اعتقدت أننى سأجد تفسيرا و تحليلا منطقيا و سياسيا لقيام الثورات بصفة عامة الا اننى فوجئت بأن أكثر من نصف الكتاب يحكى عن ثورة يناير المصرية فقط مما أثار سخطى و أصابنى بخيبة الأمل _ ليس لأننى ضد الثورة فأنا معها قلبا و قالبا و أراها أعظم الثورات المصرية على الاطلاق _ فقد كنت اتوقع اكثر من هذا خاصة اننا شهدنا وعاصرنا هذه الثورة بكل تفاصيلها و أحداثها ولسنا بحاجه لمن يحدثنا عنها
بعد منتصف الكتاب بدأ الكاتب يحدثنا حديثا مطولا مملا عن مكتبة الاسكندرية و فساد مسؤليها و موقفه شخصيا مما حدث و رفضه للعديد من المناصب و شعبيته الجارفه من القراء و المتابعين على صفحته الشخصيه بالفيسبوك
الا ان اكثر ما لفت انتباهى عندما تحدث الكاتب عن انتخابات البرلمان واقتراحه بأن يقتصر التصويت على المتعلمين فقط حتى نتجنب تأثير الناخبين على الأميين و الجهلاء من الشعب و شراء أصواتهم و استمالتهم بالخطب الرنانة و الشعارات الدينية .... يا سيدى الكاتب ان التعليم فى مصر ليس مقياسا لرجاحة العقل و حُسن الاختيار و ليس بالضرورة ان يكون حاملى الشهادات هم الاصح اختيارا فكم رأينا من متعصبين للجماعات السلفية و تيار الاخوان المسلمين ممن يحملون شهادات فى الطب و الهندسة و الصيدلة ...الخ ، فالاختيار السليم لن يكون الا بالتنشئة السياسية و النفسية و التعليم الحقيقى ولا اظن ان أيا منهم موجود فى مصر
وأخيرا فإن الفصل السادس والاخير " منارات الحكمة العربية " يستحق القراءة فعلا و هو أفضل ما فى الكتاب