من رسائل الرافعي > مراجعات كتاب من رسائل الرافعي > مراجعة أروى الجفري

من رسائل الرافعي - مصطفى صادق الرافعي, محمود أبو ريه
أبلغوني عند توفره

من رسائل الرافعي

تأليف (تأليف) (تأليف) 4.3
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

الرافعي العظيم ...

حسناً لا أدري هل كان من الصواب نشر هذه الرسائل "الخاصة" والتي لم يدر بخلد كاتبها أنها ستُنشَر يوماً ما؟ وهل كان سيرضيه ذلك؟ لا أظن ، ولا أستطيع تقييم الكتاب لأن الرسائل خاصة ولم تُكتَب بغرض النشر.

الرسائل لاتخلو من النصائح الأدبية التي قد تفيد القارئ والكاتب معاً مثل : العقد الفريد، جمهورية أفلاطون ، معجم الأدباء، كتاب الشفاء ، إخوان الصفا ، وغيرها.

هذه الرسائل سلطت الضوء قليلا على شخصية الرافعي ، فوجدته يطرب للمدح و يسعد بالتقريظ كأي كاتب آخر، وجدت أنه يعرف قدره ومكانته وعظمة كُتبه، ويتكلم عن ذلك بثقة قد تصل للغرور أحياناً -وحُقّ له ذلك!- فحينما يتكلم عن كتاب أوراق الورد مثلا تراه يقول: "فليس في العربية كلها مايشبهه" ، و "أول كتاب من نوعه في تاريخ هذه اللغة"، " الغرض الأول من هذا الكتاب إعطاء العربية هذا الكنز الذي ليس فيها"، وعن كتابه أسرار الإعجاز يقول: "أسرار الإعجاز فوق كل أفكار هذا العصر"..

وجدت أيضا أنه يجتهد في نقد الأدباء الآخرين مثل طه حسين، العقاد ، زكي مبارك ، شوقي .. الخ ، ثم حاولت الخروج من العاطفة التي أكنها له لأتساءل لم هذا الإصرار على النقد لدرجة تخرج عن حدود اللياقة وتصل للعداء؟ هل هو انتصار للغة و الأدب أم انتصار للنفس؟

كأني لمست من خلال هذه الرسائل أنه منغلق .. لايعجبه أحد .. متشائم .. ربما ، هذا ما وصلني !

هذا الكتاب جعلني أقترب أكثر من نفسية الرافعي ونجح تماما في إزالة تلك الهالة من العظمة التي أحطته بها منذ ما يزيد عن العشر سنوات، مع ذلك مازالت كتاباته بالغة البلاغة ، ولم أقرأ حتى الآن لكاتب في بلاغته ، سيظل أدب الرافعي أدبا رفيعا سواء أُعجبنا بشخصيته أو نفرنا منها، أعترف مازلت معجبه بكتاباته و لم أعجب به كشخص!

خارج النص:

ماجاء في هذه الرسائل جعلني أتساءل .. هل يحق لكاتب ما أن ينتقد كُتابا آخرين؟ وكيف سينظر القراء و الكُتّاب لنقده؟ ، الإشكالية تكمن في أنه إن فعل سيتهم إما بالمجاملة إن مَدح أو بالغيرة والحسد إن ذَم!

بالإضافة لذلك قد يُتهم بالتحيز واللاشفافية حين يمارس نقدا على كتاب ما ويتصيد لسقطات قد يكون وقع هو فيها في أحد كتبه ولم يتنبه لها ، وقتها قد يغيب عن القارئ أنه مهما كان محايدا و أميناً في نقده فهو لن يستطيع رؤية أخطائه بوضوح لأنه شديد القرب من كتاباته ، أما بالنسبة لكتابات غيره فقد تكون بينه وبينها مساحة جيدة تسمح له برؤيتها جيداً.

هل من الممكن أن يكون الكاتب ناقداً في نفس الوقت؟

سؤال مُحيّر ، إن لعب الكاتب كلا الدورين سيُصبِح كمن يمشي على الشوك!!

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
اضف تعليق