زمن الخيول البيضاء > مراجعات رواية زمن الخيول البيضاء > مراجعة سماح

زمن الخيول البيضاء - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

زمن الخيول البيضاء

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
1

وما يسعد اليهود أكثر من رؤية قلوبنا ممزقة بالخوف والرهبة من بطشهم !

تلك الرهبة التي راح المؤلف يتفنن في وصف أحداث تشعلها

في كل مواجهة بين العرب واليهود ؛

يسترسل قلمه في وصف مدى المعاناة والألم والجراح

التي يعاني منها أهل فلسطين ليخرجوا بعدها بنصر وهمي أو لا نصر ..

وبالمقابل يتفنن في رسم مبدع لصورة المحتل ؛

بطشه وجبروته وقوته التي لا مثيل لها ؛

ليترسب فينا اعتقاد أنه بالفعل جيش لا يقهر

و مع ذلك يلبسهم في أكثر من موضع رداء الأخلاق والعطف ..

فيزداد فينا الخوف من مواجهة تلك القوة الغاشمة ،

ويتشبع القلب برغبة التمسك بالحياة والخوف من الموت ..

وربما تقبلتُ كل هذا الوصف المقيت للآلام والمعاناة

إن عرج الكاتب على ذكر الجنة وجزاء الإستشهاد ،

ولكني أزداد قناعة في ما يخلفه وصفه من إفساد للقلوب

بأنه ما عرج مرة على ذكر الموت إلا وربطه

بكل ما يخيف النفس وينفرها منه كأنه نهاية كل فرحة !

وما النهاية ؟!

استرسل الكاتب على لسان ليلى في وصف مدى اتقان محمود الحاج خالد

في مقدرته على وضع النهايات المذهلة أدبياً وفنياً لأي رواية ..

ثم هي حين تسأله عن توقعه لنهاية الصراع اليهودي الفلسطيني ..

يقول أنه صراع بلا نهاية !

هكذا إذن تدعي الرواية أن صراعنا مع اليهود سيستمر بلا نهاية ،

لا نصر ولا استرداد للأرض

إنما فقط ظلم وبطش يظل يعاني منه أهل فلسطين ويجني ثماره اليهود!

ولأن الرواية تدعي وصف الحياة بفلسطين ؛

بحثتُ فيها عن أهم ما فيها ؛ بحثتُ عن صورةٍ للقدس فوجدتها مشوهة؛

إما بالبدعة كفعل أخت الحاج خالد بتمريغ نفسها

على أرض المسجد الأقصى بحجة الحزن ،

أو تشويه لشاطيء يافا بوصف بغيض لموت طيور النورس عليه ،

أو بحديث عن الملاهي الليلية!

وبعد هذا أيظن أني أهلل له بحديثه عن

جلسات القهوة وحركة تحطيم الشاب الصحون لإعلان رغبته بالزواج

وكأن التقاليد الفلسطينية انحسرت في هذين الأمرين !

ويمكنني تقبل أن يصف الكاتب عادة مخالفة للشريعة

إن كان عرضه يتمثل استهجانها؛

أما وإن الكاتب يعرض أفعال مخالفة للعقيدة ويمجدها إمّا بالدفاع عنها حيناً

أو بإلباس أبطال الرواية إياها أحياناً أخرى ، ليسهل تقبل القاريء لها ..

فذاك مما لا أتقبله بل وأرفضه ..

والأمثلة على تلك الخزعبلات المنثورة بين طيات الرواية كثيرة ..

منها ..

حادثة المرأة التي ذهبت للأضرحة لترقي طفلها

وخلطت مع رقية القرآن أقوال شركية

وذكره للذبح والنذر عند الضريح مع الدعاء ،

ثم أعقبها بادعائه أن الطفل لم يمرض بعدها أبداً !

ومنها دمجه لصلاة الإستسقاء بالأغاني

وإعمالاً لخداع أصحاب القلوب التي تتقبل الخرافة يقول بعدها :

"صدقني كانت السماء تستجيب أيامها لغنائنا أكثر مما تستجيب لصلواتنا هذه الأيام "

وغيرها الكثير من الجمل التي لا تصح عقدياً ..

وفي أحداث الرواية مواضع عدة يحاول فيها التقريب بين المسلمين والنصارى ؛

تقريباً يصل لدرجة التخلي عن أصول إسلامية من أجل إرضائهم

مثل دخول محمود للمدرسة التبشيرية وموافقة أبيه تركه صيام رمضان لأجل ذلك ،

و كـ قول الحاج محمود بأن المسلمين يقسمون بالعذراء كما يقسمون بمحمد متجاهلاً بذلك عقيدتنا

بأن الحلف بغير الله شرك ..

!ولما اختار الكاتب لفظة علواً بدلاً من ارتفاعاً

حين وصف ارتفاع الصليب فوق الكنيسة بقوله :

"حتى أنه أكثر علواً من المئذنة"

وغيرها من المواقف التي تسترضي النصارى عنا ،

وما أظنهم سيرضوا بنص آية القرآن.

ومع حبي للخيل فلم أتقبل مبالغته في وصفه لها؛

ولم أجد في أسلوب سرده بلاغة مميزة.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
1 تعليقات