راوية الأفلام > مراجعات رواية راوية الأفلام > مراجعة Shireen Talaat

راوية الأفلام - إيرنان ريبيرا لتيلير, صالح علماني
تحميل الكتاب

راوية الأفلام

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

راوية الأفلام

المؤلف: ايرنان ريبيرا لتيلير

ترجمة: صالح علماني

"ماريا مارغريتا" تأخذنا تلك الطفلة التشيلية التي تتحول لرواية الأفلام، على الرغم من أنها أصغر أفراد العائلة والنموذج الأنثوي الوحيد في القصة بعد غياب الأم، التي تتنكر لأنوثتها بشكل أو بأخر وتكتسب صفات صبيانية تسعدها ولا تشقيها

تلعب الدور الأساسي الذي ينمو ويكبر مع كل فيلم ترويه، لا يعنينا الفيلم الذي تحكيه بقدر ما يعنينا تفاصيل روايته وانصهارها واحترامها للدور الذي تلعبه في فيلما لم يكتب اسمها عليه، ومع اشتهارها تتبلور فكرة الاسم الفني لها كما النجوم

نبقى خارج الشباك لندفع التذاكر ولكن سرعان ما تأخذنا الأضواء

هي عاشت حياة الأفلام أيضًا، كل ما يعنيها أن تروي جيدًا وتحفظ لتنقل وتخدم الشخصيات جيدًا بابتكار ملابس تلائمها، تدخل في تفاصيل كل بطل وتتقن طريقته، وبنفس الوقت تستمر بحياتها الطبيعية كفتاة تحلم بالأضواء.

الأب القعيد البائس على خيانة زوجته التي هجرته وقتما أصيب بالشلل، يرفض الكلام عنها لانه ما يزال يحبها، يوجعه رحيلها وان بقت خائنة لما انزعج

الأخوات الأربعة الشباب المختلفين عن بعض في كل شيء ولكنهم يتفقون على الاعتناء بأبيهم وتقسيم المهام الحياتية ومشاهدة أختهم راوية الأفلام

حتى نهاية كل واحد منهم وأحلامه مختلفة عن الاخر .. لكن ماريا كانت تتشابه مع أمها الجانب الأنثوي الأقل عددا في الرواية هما الأكثر فاعلية

الأم التي تهرب بحثًا عن الشهرة، لا تهتم بأبنائها وراء نزواتها التي تنفلت من الجو المفقر والزوج العاجز ولكن أحلامها تتحطم وتنتحر يأسًا من فقدان كل شيء!

الرواية مدهشة وكأنها شريط حياة يدور كصالة عرض، تسمع موسيقى داخلية وخارجية، عابرون يمرون فيها، يخيل إليك كما بطلتها هل انت مجرد مشاهد أم بطل، تكاد لا تتذكر هذا المشهد حقيقي أم خيال... اختلقته أم مر عليك فعلاً

حتى الحورية ديلسين الاسم المستعار لماريا مرغريتا يختلط عليها الأمر، حتى في مشهد رؤيتها لأمها فضلت ان تقوم معها بشكل سينمائي تتركها تطرق الباب ولا تفتح وتظل تبكي من الداخل، يكاد القاريء/ المشاهد يخبرها ويجبرها على الفتح دون جدوى من الأمر.

كان الروائي ذكيا في انه لم يجعل النهاية بشكل عادي فقد اختار نهايتن، بدلاً من إن يضع نهاية واحدة مفتوحة.. تظن أن الرواية انتهت على حدث ما ولكنه يأتيك بحدث آخر قاس وهو بين الابنة والأم

الابنة التي رفضت مقابلة أمها لانها تحولت مثلها، رغم انها كانت ترفض سلوكها، مشهد عدم فتح الباب وكأنها تخاف أن تنظر في عينيها، كما يشعر المذنب أمام المرآة!

لم يتوقف كثيرًا على موت الأب أو الأخ وهجر الأخوين الاخرين وسجن الاخ الاخير الذي يتلعثم بالكلام وتحول بعد قتله للمعتدي على أخته لشخص يجيد الكلام، ويبصق كما الاشرار في أفلام رعاة البقر.

راوية الافلام تلك لم تكن بطلة فحسب ولكن كانت شبحًا، يتخللك وان كنت لا تراه؛ إلا أنه عظيم الأثر.

لم ينته دورها بمجيء التلفاز إلى البيوت فقد ظلت تلعبه بالتذكر تارة وتارة أخرى ببقائها في بلدتها لترشد الوافدين إليها..

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق