استرداد عمر : من السيرة إلى المسيرة > مراجعات كتاب استرداد عمر : من السيرة إلى المسيرة > مراجعة To Da

استرداد عمر : من السيرة إلى المسيرة - أحمد خيري العمري
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

دائماً هناك غاية من وراء سيمفونيات العمري .. هناك هدف أوحد مشترك في جميع كتبه .. سأطلق عليها سلسلة النهضة .. النهضة بالأمة الاسلامية .. إعادة الحضارة الإسلامية وتوعية الناس وتعريفهم بالإسلام الحقيقي .. ليس هو إسلام الشعائر والمظاهر ، بل إسلام القلوب والأرواح الذي ينعكس بدوره على الجوارح والأعمال ..

الكتاب محاولة للتعريف بالقيم الاسلامية ، بعزة الإسلام ..

وجدت في الكتاب عمر المفقود .. عمر بكل تفاصيل حياته ، عمر الذي تشرب معاني الإسلام وتربى عليها ، عمر الذي كان نظام تشغيله هو القرآن .. عمر العزة والقوة ، صانع الحضارات ..

كعادة العمري ، يعزف على وتر العواطف والمشاعر .. أحسست بدموعه بين السطور .. وبألمه وحرقته النابعة من غيرته على دينه ، وأسفه لما آلتْ إليه حال الأمة الإسلامية .

في كل مراحل حياة عمر كان هناك لمسات بارزة ورائعة للعمري .. في تحليله للمشاعر وفي قدرته على تصوير وتجسيد شخص عاش منذ ١٤٠٠ سنة ، بشكل يدعو الى العجب .

ذكاء العمري وعاطفته القوية وإحساسه الجميل جعله يبدع في وصف الحالة النفسية التي مرَّ بها عمر .. ذهلت عندما وصف إحساس عمر عند سماعه لسورة طه لأول مرة وكأن عمر نفسه يتحدث عما جرى بداخله .. ربط بدقة بين ما كان عليه عمر قبل سماعه السورة وبعد سماعها ، وما حصل في نفسه.

ربط حساس ومذهل يفوق الوصف ..

لم يكن الكتاب حديثاً عن عمر بقدر ما كان توضيحاً لحقيقة الإسلام .. ما كان يقال عن عمر وعبقريته لم يكن الا من تربية الإسلام له ، و كما قال العمري ان الصحابه قد فهموا الإسلام كما فهمه عمر لكن عمر استطاع تطبيقه على أرض الواقع بكل إبداع واتقان .

حياة عمر كانت تجسيداً لمعاني القرآن وما أمرنا الله به .. فلو أننا قرأنا القرآن وكأنه يخاطبنا وشعرنا بالآيات كما شعر بها عمر لكانت مفاتيح لتغييرنا .. لكانت مفاتيح لجعل كل واحد منا عمر ،

ولكن غايتنا كانت القراءة فقط دون شعور او عمل .

دقة العمري في التحليل وبعد نظره ومناقشته للأسباب والأهداف من وراء كل فعل وكل حركة وكل قول .. جعلت الكتاب يمتلك القلوب ، جعلتنا نعيش مع عمر كأنه بيننا .. جعلته جسداً لا حكاية .. وكما قال " الدخول في حياة عمر ممكن لكن الخروج منها مستحيل "

الكتاب وضع أسس لصنع الحضارات وطرق إدارة وقيادة الأمم والثبات على القيم ، وقواعد للنهضة بها في كل مرحلة من مراحلها .. نهضة تبدأ بالنفوس إلى أن تنتهي بالحضارة

، النهضة التي هي وظيفة كل مؤمن جعله الله خلفية على الأرض ، نهضة بالقيم ونهضة بالروح و نهضة بالعمل ..

بإمكان كل شخص أن يكون عمر ، ليس مهماً ان يحكم العالم بقدر أهمية أن يحكم نفسه أولاً ، ان يقودها الى فلاحها وأن يمسك بزمامها ويثبت بها أمام عواصف الأهواء وأعاصير الفتن ..

تبين أنه من أراد استرداد عمر - فهم عمر وحسمه وحزمه وفصل خطابه - عليه أن يقوم بتغيير شامل لكل ما هو عليه ، ولأننا لا نمتُّ الى الإسلام الحقيقي بصلة .. سنبدأ بالهدم ثم ننتقل إلى البناء ، بناء يبدأ وينتهي من القرآن ، بناء أساسه وجدرانه القرآن ..

القرآن هو الدليل والدستور الذي سيعيدنا لمجدنا ..

" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

الكتاب أعطانا الدفعة للنهوض وترك لنا باقي الحكاية ..لنخطها بأيدينا على الواقع .. من غير أن يرشدنا الى طريقة البدء .. فعندنا الدليل و يبقى لنا أن نبدأ فقط ، كل واحد منا سيختار بدايته وسيختار حكايته .. في كل واحد منا عمر مدفون ينتظر أن نخرجه ولن يخرج إلا بأيدينا ... فلنعمل على إسترداده .

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
1 تعليقات