ساعي بريد نيرودا (صبر متأجّج) > مراجعات رواية ساعي بريد نيرودا (صبر متأجّج) > مراجعة مبارك الهاجري

ساعي بريد نيرودا (صبر متأجّج) - أنطونيو سكارميتا, صالح علماني
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

في البداية، مقدمة ظافر ناجي من مسكيلياني لم تكن موفقة في نظري؛ لأنها أعطت رأياً في العمل قبل أن يُقرأ، وانطباعاً عن النص قد يؤثر على القارئ حتى لو لم يكن في حكمه علي، وكفا به تأثيراً أن يلقي بظلاله على الأحداث وشخوصها والدخول إلى شيء مما يعكر صفو اللحظة لدى القارئ من أن تكون مشوقة، إزالة لبس قد يُريده الكاتب لتزيله الأحداث بنفسها فيما بعد بتدرج، كنتُ أحب أن أقرأ مثلاً دون أن أعرف أن نيرودا قال لساعيه وهو يحتضر: أشعر بأني أحتضر. وباستثناء ذلك ليس هناك ما هو خطير. ليس ذلك فحسب بل لم أكن أود أن أعرف نبذة مختصرة ذكرها عن الشخصيات التي أبان في مقدمته بأنها شحيحةـ. لم أشعر في الحقيقة بأن ذلك كله كان موفقاً.

دخولاً إلى الرواية، كانت المقدمة لسكارميتا رائعة وهو يتحدث بدون تعقيد عن حالته وأمانيه الشبيهة بأماني بطله ماريو خيمينث بالشهرة، ومقارنته نفسه بما كتبه يوسا وأنجزه في هذه السنوات الأربعة عشر، حتى وهو يوحي بشيءٍ إلى امتنانه لذلك التحقيق الصحفي الذي لم يتحقق كان يجني من ذلك الطواف خيالاً سحرياً أفاده في كتابة الرواية.

لغة سكارميتا الشاعرية تناسبت تماماً مع الشخصية المحورية " نيرودا " لأنها لو لم تكن كذلك لما كانت ممتعة ومقنعة إلى حد كبير، رغم أنها كانت منطوقة بين شخصيات ليس من بينها لسان يبتكر كلاماً إيقاعياً مليء بالاستعارات عدا ماريو خمينيث وقد التصق بالشاعر ومن ثم حفظ أشعاره ونحلها لنفسه مهراً لنادلةٍ ذاب فيها عشقاً. إلا أن تلك الشخصيات قد حفظت للشاعر شيئاً ليس بالقليل كدونيا روسيا أم الفتاة؛ ولذلك كانت اللغة تسافر في النص على متن مركبٍ صلب لا تضيع بوصلتُه.

في بناء النص، هل نستطيع أن نقول أن العقدة كانت منذ أن التقى خمينيث بنيرودا حينما أصبح ساعي بريده؛ لأنه لولا هذا الالتقاء لما تعلَّق خمينيث بالشعر، وبالرسائل، ولما هام بغونثاليث رغم أنه قد يكون رآها من قبل، ولم تكن أمها لتضع عوائق كثيرةً أمامه، ولما تعلَّق هو نفسه بنيرودا شاعر تشيلي. الرواية لم تسلط ضوءاً كافياً على الأحداث السياسية التي أثرت بشكل مباشر في تشيلي وفي تلك القرية التي تميزت بأن قطنها شاعر تشيلي الأشهر، فضل سكارميتا أن يعلق على المؤثرات والنتيجة ـــ دون السبب ـــ التي حصلت إبان تلك المرحلة من خلال حانة دونيا روسيا والتغيرات التي حصلت فيها من تحولها شيئاً فشيئاً إلى مطعم يقدم وجبات غداء، ثم التقتير الذي يحدث نتيجة لذلك بشيءٍ من الابتزاز الاشتراكي، ومن خلال إحاطة الانقلابيين بمنزله بعد عودته من باريس إلى أن زاره خمينيث خلسةً إلى بيته.

الرواية في مجملها جيدة، وتدعونا بشكل أو بآخر لأن نقرأ لسكارميتا عملاً آخر في مستوى هذا أو أفضل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق