الدفتر الكبير > مراجعات رواية الدفتر الكبير > مراجعة سمر محمد

الدفتر الكبير - أغوتا كريستوف, محمد آيت حنا
أبلغوني عند توفره

الدفتر الكبير

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الحروب أياً كان اطرافها .. في اي بلد كانت .. لا تدمر فقط الأشياء المادية

ولكن تدمر الأرواح والنفسيات اكثر

قد تستطيع ان تزيل أثار الحرب في مدينة ما ولكنك بالتأكيد لن تستطيع ان تُزيل أثارها من النفوس

وخاصة على نفوس الأطفال

وهنا اغوتا أظهرت أبشع ما يمكن أن تتخيله من أثار على عالم الطفولة الذي أصبح أبعد ما يكون عن النقاء والبراءة

منذ إنتهيت من قراءة هذه الرواية ولا أدري ماذا أكتب عنها

فهي من تلك الروايات التي تقف أمامها عاجزاً تماماً عن وصف ما تشعر به تجاهها

عندما بدأت قرأتها كنت اظن أني سأقرأ جزء بسيط لأنهيها في وقت لاحق

ولكن لم أتوقف انهيتها في جلسة واحده .. وحتى الأن لا أدري ماذا أقول

هذه الرواية فاقت كل التوقعات .. صادمة ومرعبة لأبعد حد

كيف استطاعت أغوتا كريستوف أن تفعل ذلك ؟

لا استطيع أن أتخيل أن هذه الرواية هي"تمارين كتابة" لها بالفرنسية !

الرواية تتحدث عن توأمين أضطرتهم ظروف الحرب أن تنقلهم أمهم ليعيشوا مع جدتهم (المشعوذة - الكريهة - الكارهه لنفسها قبل كرهها للاخرين)

والتي كانت علاقتها مع امهم منقطعة منذ زمن وعلى الرغم من ذلك لم يكن هناك حلاً سوى تركهم هناك

حاول التوأمان في البداية التمرد على الجدة ولكن إكتشفا ان التمرد لن يفيدهم في شئ فبدأ يهيئان الحياة لنفسيهما

وكانت هذه البداية

ذكائهم غير عادي حتى أباهم كان يعلم أنهما طفلان غريبا الأطوار

وربما عندما تسمع هذا قد تتخيل اموراً كثيرة جداً عن هذين التوأمين إلا أنك لن تستطيع أن تصل ولو لنسبة قليلة لما وصفته أغوتا عنهم وعن حياتهم وطريقة مقاومتهم وتفكيرهم الذي وصل لحد قدرتهم على القتل دون أدنى إحساس بالذنب وكأنه أمراً عادياً وفطرياً

لا شئ يوقفهم مهما كان .. كان قرارهم بالمقاومة قوياً تدّربوا على تحمل كل شئ وتخلوا عن أي مشاعر داخلهم .. لا شئ يؤثر فيهم

على الرغم من إعجابي بذكاءهم غير العادي إلا أنه فاق كل الحدود

شخصيات أغوتا في هذه الرواية مشوهة مضطربة غير سوية

لا أدري إن كنت أكرههم أم أتعاطف معاهم ..

( التوأمين - الجدة - الأم - الجارة وإبنتها - الظابط والوصيف - السيد خوري - الخادمة)

على الرغم من صغرها، وصغر فصولها التي لا يتعدى الواحد منهم صفحتين إلا أن كل فصل يحمل الكثير داخله

تكتب أغوتا بطريقة جافة وواضحة، لا تعبيرات أدبية، لا خيال، ولا وصف، ولا حتى مشاعر

ولكن ما تفعله في داخلك وما توصله تلك الكلمات الجافة إليك لا يمكن ان تتخيله

تكتب بواقعيه مؤلمة كما جاء على لسان التوأمين :

"على التأليف أن يكون حقيقياً، أي أن يطابق الواقع، ينبغي أن نصف ما هو كائن فعلياً، أن نصف ما نراه، وما نسمعه، وما نفعله"

"الكلمات التي تصف الأحاسيس تظل مبهمة، الأحرى إذن الإعراض عنها، والإنصراف إلى وصف الأشياء، ووصف الآدميين ووصف أنفسنا، لنقل الإنصراف إلى وصف الوقائع وصفاً أميناً "

عندما انتهيت من قراءتها لا أدري ما الذي دفعني للبحث عن ما كتب عنها بلغات أخرى وخاصة الفرنسية وأن أري على الأقل الغلاف الخاص بالنسخة الأصلية

فغلاف الرواية المترجم ابعد ما يكون عن المحتوى

ولكني اكتشفت شيئاً أخر

كنت اتساءل كيف يمكن تجسيد هذه الرواية على الشاشة ؟

والغريب ان الرواية بالفعل تم تحويلها لفيلم يدعي Le Grand Cahier / The Notebook

وجدت الإعلان الخاص به

شاهدت الاعلان أكثر من مرة ووانظر للتوأمان والجدة خاصة

أتمنى ان اشاهد الفيلم

أغوتا كريستوف بالفعل أبهرتني بروايتها .. اتمنى أن يتم ترجمة الجزء الثاني من هذه الثلاثية "البرهان" قريباً

وأظن أني لن أنتظر وسأقرأ الجزء الثالث منها "الكذبة الثالثة" بما إنه تُرجم بالفعل

إعلان الفيلم :)

****

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
10 تعليقات