أحببت الطبيعة الغريبة نوعا ما في بداية الرواية كانت شيقة ويرتعش لها شغاف القلب ، تعيش طفلة مسلمة بين عائلة يهودية أحسنت إليها وعاملتها بكل لطف والدا جاكوب وأخته وتستمر الفتاة بالعيش مع ابن العائلة " وصيها " بعد وفاة والديه وزواج أخته ، عائلة يهودية طيبة للغاية ، بصراحة راودني شعور للمحبة لأول مرة أشعر به في حياتي ، ليس من الضروري إذا ان نتخيل العداوة والضغينة بكل شي يتعلق " باليهود" قد يكونوا أهلا لنا أو أصدقاء قد يكونوا طيبيين أيضا ومحبين للغاية ، جاكوب أحببته في بداية الرواية للغاية ، انه انسان متسامح ويهودي طيب لم يفكر حتى في العبث بفكر الصغيرة او التشويش على عقيدتها أي جمال هذا ؟ واخته أيضا كانت غاية في الطيبة مع ريما ندى كانت رائعة قبل حتى ان تصبح فتاة مسلمة ، عندما كانت يهودية ساعدت أحمد وصادقت ريما وعاملتها بكل لطف ، قد تكون هناك فكرة في هذه الرواية ، ان الطيبة بين الناس لا يجب ان تكون بين اهل الدين الواحد فقط ، بإمكاننا ان نكون طيبيين ونحب بعض ونكون عائلة حتى مع اهل الديانات المختلفة ، الأمر لا يخلوا من متشددين طبعا نحن لسنا في عالم مثالي ! ، ولكنني لم احب جوانب في الرواية مثل الاسلوب ، كان بسيطا جدا ومملا في بعض الاحيان ، حتى انني كنت اتقافز بعض الاسطر من فرط الملل من ناحية وناحية أخرى من العجلة في معرفة ما ستؤول اليه الاحداث ، كان فضولي شديد وشدتني الرواية الى الفضول لا أنكر ، بحكم ان ندى قرأت كتاب القرآن والتوراة والعلم للعالم الفرنسي بوكاي أتفهم قوة التغيير التي صاحبت فكرها ودفعتها لإعتناق الدين الاسلامي رغم كل الصعوبات العائلية ، أتفهم الشعور العميق الذي راود روحها في تلك الأوقات ، بصراحة وانا المسلمة عندما قرأت هذا الكتاب تغير في داخلي الكثير ، شعرت بعظمة غامضة شعرت بالرهبة ، ولكن الكاتبة لم تبرز هذه الامور بطريقة تفاعلية قد يشعر بها القاريء الأمور التي تحدثت عنها بوضوح كانت بسيطة للغاية وشائعة هناك أمور أعمق وتلك التي هي أعمق هي التي تجري التغيير الجذري في حياة الناس لدرجة اعتناق ديانة جديدة ، في اسلام جاكوب رغم كون الأمر سريع وغريب الا انه كان منطقيا لقلبي أكثر من اسلام ابنته الصغيرة او سونيا وزوجته بكثير ، تلك الطريقة التي يفتح بها الانسان المصحف بشكل عشوائي فيجد آيات قرآنية تخاطب حالته تماما يحصل معي بشكل واضح في ليلة اسلام جاكوب تفاعلت حقا مع الأمر ، الأمر الاخر الذي يضيف رصيدا مميزا لهذه الرواية هي قدرتها على إبكائي الى هذا الحد موت ريما ورحيلها وذكريات جاكوب نحوها حولتني إلى آلة بكاء في تلك الأثناء ، انا انبهر بشدة للأعمال التي تجرني وتجر دموعي الى الانحدار حتى هذا الحد ، ولكن هناك أمور غير واقعية أيضا في الرواية لن اتحدث عن حالة فقدان ذاكرة أحمد هي قالت القصة حقيقية مع بعض التغيير " تقول ان الخطوط العريضة في الرواية احداث حقيقية " فقد أحمد ذاكرته ولكن هل كان هذا هو السبب ؟ غير واضح ، خطبة حسان لندى غريب ايضا مقارنة بعلاقته السابقة مع احمد حتى بعد عودة أحمد كيف تمالك حسان نفسه وحافظ على ارتباطه بندى ! رغم ان صديقه المقرب وخطيبها السابق عاد ، قد يكون الامر عاديا لو كانت تربط علاقة عادية جدا بين أحمد وحسان وليست وثيقة كما صورتها الكاتبة ، وأيضا وصف الكاتبة للحجاب اليهودي وقولها عن ارتدائهم لأحزمة ضيقة والامر لا يشبه حجاب المسلمات حيث يكون فضفاضا تحدثت عنه بصفة عملية ليست تشريعية ، ولكن هذا غير صحيح هل كل محجبة حجابها فضفاض حتى نعيب على حجاب اليهود بأنه غير فضفاض ؟ طبعا لا

وأيضا في بداية الرواية كانت مصرة على الحفاظ على تفاصيل الاحكام الاسلامية حتى بما يتعلق بمسألة الخلوة بالمرأة والنظرة الشرعية ولكنها أغفلت جانب مهم في موضوع الخطبة لأن أحمد صرح وقال انه خطبها محاولة منها للدخول في الاسلام وان اسلمت تزوجها ! ، استغربت هذه الجملة في الرواية اولا هي تتناقض مع كونه أحبها فماذا لو لم تسلم هل سيتخلى عنها ؟ وأيضا الخطبة هي وعد بالزواج ولو كان يضمر شي كهذا في داخله فهذا يعني ان الخطبة باطلة لأنه يوهمها بأنه يريد الزواج بها على حالتها وهو يقول لنفسه ولذويه انه سيفعل هذا لو أسلمت ! هذه ثغرة عميقة وخطا ولكن التفكير بها تلاشى من رأسي عندما تعمقت أحداث الرواية وأصبح الامر يبدو كمشاعر خاصة يكنها أحمد تجاه ندى ، هل أحبها أكثر بعد خطبتها ، أم انها كانت سقطة روائية من الكاتبة

احترت حقا في تقييمها ، لقد أبكتني كثيرا وهذا عظيم ، ولكن هناك جوانب كثيرة في الرواية لم تعجبني ، كانت ستكون أروع بطريقة أو بأخرى ، ربما لو كان الاسلوب أدبيا وعمليا أكثر من كونه دعويا