عزازيل > مراجعات رواية عزازيل > مراجعة علي عبد الجليل علي

عزازيل - يوسف زيدان
تحميل الكتاب

عزازيل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية عزازيل .. قراءة فنية ونقدية

من الوهلة الأولى تحس بل تكاد تجزم بأن اهتمامات كاتب رواية عزازيل الدكتور يوسف زيدان تتحرك أمامك في كل مواضع الرواية ، فهو باحث في شؤون التراث العربي ومشتغل في أهم علومه وهي دراسة المخطوطات ، وله أبحاث عديدة في التاريخ العربي والإسلامي وفي علوم التصوف وكذلك في تاريخ الطب وعلومه ، وهو فوق ذلك أديب له أعمال روائية أخرى ..

إن كل تلك المقومات تراها تشكل عالمه الروائي في عزازيل فيخيل إليك أنك أمام وثيقة روائية أو رواية وثائقية تتجلى فيها الحقائق والمعلومات ، وتستشعر أنك تقرأ مخطوطة لتفك روموزها ومصطلحاتها ، ثم تبحر في تفاصيلها لتجد قطوفاً من لغة المتصوفة وأساليبهم التي يتميزون بها ، وتجد خبرات الأطباء القدامى وبعض تجاربهم في التداوي بما يناسب الفترة الزمنية التي تتحرك فيها الرواية وخاصة وأن البطل هو راهب وطبيب ، ثم تجد كل ذلك يصب في لغة أدبية راقية تنم عن كاتب متمكن تحسبه لم يخلق إلا ليكون أديباً ، أو أنه لم يمارس سوى الأدب ..

وعندما نتوغل في بناء الرواية سنجد مساحة لكل تلك المقومات السابقة فهي تعمل عملها وتتداخل بقوة لكي تظهر لك في النهاية عملاً يجمعها كلها ولكنه لا يمكن أن يكون واحداً منها فحسب ، فالرواية ليست عملاً وثائقياً تاريخياً يرصد حقبة من أهم فترات المسيحية المبكرة ليس في الشرق الأوسط فقط بل في العالم كله ، وليست تهاويم راهب حائر يبحث عن الحقيقة في لغة صوفية حائرة رائعة ورائقة ، و ليست بحثاً في اللاهوت وقضاياه وما مرت به العقيدة المسيحية من وقفات ومحطات ثارت فيها التساؤلات بقوة ، ثم هي ليست عملاً أدبياً مسالماً يخضع بسهولة لضرورات الفن الروائي ..

إن هذا العمل ليس أياً مما سبق وحده بل هو جماع ذلك كله ولا يمكنك أن تتلقاه بغير ذلك او تراه في غير ذلك ، وليس هذا نوع من الإملاء أو الوصاية على القارئ لكي يعترف بما ذهبنا إليه بل هي رؤية تخدم العمل وتوسع من دائرته بل دوائره وتقلل من فرص المتصيدين والمهاجمين الذين تلقوا العمل بنظرة واحدة أو لنقل بنصف عين مغمضة !

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق