يوتوبيا > مراجعات رواية يوتوبيا > مراجعة Fadi Zaghmout

يوتوبيا - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

يوتوبيا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

لربما كان هو العنوان ما جذبني نحو هذه الرواية، وقد كنت أشعر بشيء من الفضل لقراءة رواية عربية تندرج تحت هذا الصنف من الروايات بعد أن قرأت العديد من الروايات الشبيهة في مادة اليوتوبيا التي درستها خلال تقديمي للماجيستير في الكتابة الإبداعية والفكر النقدي في جامعة ساسكس في المملكة المتحدة.

في الحقيقة فإن "يوتوبيا" هي اسم العالم المثالي الافتراضي الذي خلقه الكاتب الإنجليزي توماس مور عام 1516م، كطريقة غير مباشرة لنقد الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها المملكة المتحدة تحت السلطة الكنسية في ذلك الوقت. ومع أنه كان هنالك محاولات سابقة لتخيّل الـ"يوتوبيا" أو المدينة الفاضلة كما عرّفها أفلاطون والفارابي من بعده، إلا أن المادة التي درستها ركّزت على الأدب الغربي وما تلا يوتوبيا مور من روايات يوتوبية مثل "آلة الزمن" لـ"اتش جي ويلز" أو روايات ديستوبية مثل "عالم شجاع جميل" لألدوس هكسلي، "1984" لجورج أورويل (روايتي المفضلة بلا منازع)، و"الطريق" لكورماك مكارثي.

"يوتوبيا" أحمد خالد توفيق نقلت الحالة الموجودة في رواية مكارثي أكثر من تلك الموجودة في رواية مور، فهي تندرج تحت صنف الديستوبيا لا اليوتوبيا، ولذلك وجدت مفارقة غير متوقعة، ولا أجدها موفقة في اختيار أحمد لعنوان الكتاب. فالرواية، ومع أنها تنطلق من عالم يوتوبي (غير مكتمل) في بدايتها، إلا أن أحداثها تدور بشكل عالم في عالم ديستوبي أبدع توفيق في وصفه.

الروايات الديستوبية لا تقل أهمية في نقد الواقع من الروايات اليوتوبية، وقد وجدت نفسي أشعر ببعض الآلم وأنا أقرأ وصف توفيق للمشاهد في ذلك العالم القاسي. لقد أبدع توفيق في نقل الحالة الديستوبية لأنه بناها على معطيات موجودة في المجتمع المصري حاليا، فديستوبيا توفيق تقرع ناقوس الخطر لتفاقم الهوة بين القلة الحاكمة في الطبقة الغنية وبقية الشعب الواقع تحت براثن الفقر، ونجاحها نابع من مدى شبهها للواقع وتضخيمها لمشاكل اجتماعية حالية كانتشار الفساد والجريمة والمخدرات وغيرها.

يقدم توفيق قراءة مستقبلية سوداء لما يمكن أن تئول له الأوضاع مع استمرار تآكل الطبقى الوسطى واختفائها وتحول المجتمع إلى طبقتين تستغل الأولى منها الثانية وتحاول فصل نفسها عنها. ذلك الفصل الطبقي الذي بتنا نراه اليوم واقعا على الأرض في مصر، متجسدا في أحياء غنية وأخرى فقيرة، ومؤخرا مدنا للأغنياء وأخرى للفقراء، يبدو في طريقه إلى تحقيق السوداوية التي يصفها توفيق في هذه الرواية.

للأسف، فإن غلاف الرواية يوحي على أنها رواية جيب للشباب، لا تحمل الثقل النقدي الذي تقدمه. كذلك فإن لغة الرواية وطريقة سردها تعطيها شعورا استهلاكيا وكأنها قدمت كوجبة طعام سريع تبعدها عن أهميتها الأدبية في نقد الواقع المصري والتنبيه إلى أخطار كبيرة بعد أن تفاقمت الحالة وتسارعت الهوة اتساعا بين الأغنياء والفقراء.

Facebook Twitter Link .
31 يوافقون
1 تعليقات