التائهون > مراجعات رواية التائهون > مراجعة إياد زريق

التائهون - أمين معلوف, نهلة بيضون
تحميل الكتاب

التائهون

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

رواية تثير في نفسك الكثير من الأسئلة الوجودية و الجوهرية عن ماهيتك و عن معنى الوطن, أسئلة أعتقد أنه لا يمكن الوصول إليها في زمن السلم فكانت الحرب الأهلية اللبنانية كفيلة بإثارة ذلك الكم الهائل من التساؤلات لدى أبطال تلك الرواية.

مجموعة من الأصدقاء من الأديان الثلاثة (المسيحية, الإسلام, اليهودية) و من طوائف مختلفة جمعهم المشترك بينهم من الثقافة و حلم الشباب المندفع الذي يرى في نفسه في عزّ اندفاعه القدرة على تغيير العالم من حوله.

إلى أن تبدأ الحرب الاهلية في لبنان و تُلقي بثقلها على الجميع فتتفرع الرؤى فيما يتعلق بالنظر إلى المستقبل, سواء أكان المستقبل الخاص بكل واحد منهم أم مستقبل وطن تنهشه الحرب و تأتي نيرانها على الجميع بدون استثناء تلك النيران التي بإمكانك أن ترى أثرها على أفكارهم.

أفكار تنصهر و أفكار تتشكل و أسئلة نابعة من داخل النفس الإنسانية العميقة أسئلة وجودية تقف على الحافة بين الأخذ و العطاء, أسئلة حول البقاء في وطن هش و بين الرحيل عنه إلى بلاد الاغتراب, و المتناقضات التي تنشأ عن هذه الأسئلة و كيف تأخذ طريقها إلى مجموعة الأصدقاء لتعيد تشكيل العلاقات فيما بينهم على أسس جديدة فمن بقي يرى أن من رحل ربما قد خان وطنه و من رحل يرى أن من بقي إما أنّه لم يتمكن من الرحيل أو أنّه يملك ما يمنعه من الرحيل.

ستجد نفسك في هذه الرواية أمم تلك الأسئلة و غيرها و ستجد كيف أنّ النفس الإنسانية من شأنها تقرير ما تريد القيام به و من ثم تنشغل بكيفية تبرير صحة الخيار الذي اتخذته و بكل الأحوال ستجد نفسك أمم كمّ كبير من المبررات التي تجعل كل الخيارات مصيبة إلى حد ما, و هذا ما يفتح لك المجال أمام نبع فيّاض من الحيرة.

هذا بعض ما أذكره بشكل عام جدا عن هذه الرواية نظرأص لانني قرأتها منذ فترة.

موضوعها مميز و لغتها جميلة, و لكنها تبدو مترفة جداً بالنسبة إلى زمن الحروب فأشخاصها يستطيعون الرحيل إلى أوروبا أو أميركا متى ما قرروا ذلك و عن طريق السفارة و بالطائرات, لربما لو قرأتها قبل الثورة السورية لكانت حظيت باهتمام أكبر مني, و لكن منظر السوريين النازحين من بلدهم و حتى منظر الغرقى الذين تبتلعهم مياه البحر المتوسط أثناء رحلة الموت إلى شواطئ أوروبا قد جلعتني أنظر إليها على أنّها رواية تخوض في تفاصيل ليس في وسع أحد التفكير فيها زمن الحرب إلّا إن كان يملك خياراً مترفاً فهنالك فرق بين الأسئلة التي تنشأ في رأس نازح يبحث عن خيمة تأويه, و بين الأسئلة التي تنشأ في رأس مهاجر يبحث عن البلد الأفضل الذي يناسبه هل هو فرنسا أم بريطانيا أم أميركا.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق