يا مريم > مراجعات رواية يا مريم > مراجعة Amira Mahmoud

يا مريم - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

يا مريم

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

أنهيت هذه الرواية ولسان حالي يصرخ"يا وجع قلبي" :(

قرأتها بعد قراءة رائعة معلوف التائهون،لم أكن قد استفقت بعد من بشاعة الحروب وأثارها التي تُحفر كالأخاديد في نفوس الأحياء،ودماءها التي تُغرق الأراضي وتنزف قطرة بعد قطرة من أجساد الشهداء

لم أكن قد استوعبت بعد كلمة الحرب الأهلية بكل ما تحويه من بشاعة،كانت مجرد كلمة يتردد رنينها دون أن تعرف تبعاتها بوضوح

أن تتنافر طوائف في بلد ما لأي سبب كان،هو ظرف طارئ وحدث عارض لا يتعدي أن تكون فتنة تنتهي ما أن تحدث

لكن أن تصل تلك الخلافات إلى الحرب بكل معنى الكلمة وكل ما تحمله من توحش ودم،هو الأمر الذي كنت أجاهد لاستيعابه بعد قراءة هاتين الروايتين

التشابه بينهم مفزع!!

ولازلت أردد أن الحرب هي الحرب بكل ما تحمله من قذارة

اليهود العرب الذين يحملهم الواقع البشع للهجرة عن بلد عاشوا فيها وعاش فيها أجداد وأجداد أجدادهم ليذهبوا إلى وطن حديث الولادة حيث أصبح هو الملجأ والمنفذ بعد أن لفظهم وطنهم الأصلي

وأن تستمر معاملة المسيحيين كأقلية نتفضل عليها بالعيش معنا أو نجبرها على الرحيل وترك جذورها وماضيها

إما هذا وإما تُفجر بيوتهم وكنائسهم ويُقتل بعضهم ويُشرد البعض الآخر!!

حتى المسلمين السنة منهم والشيعة لم يسلموا بالعيش معًا وظل التنافر والخلاف قائم،لماذا_إلى تلك اللحظة ومع كل ذلك التقدم والقدرة الهائلة على تبادل المعرفة والآراء_ لازلنا غير قادرين على استيعاب اختلافنا واحتواء خلافنا

كم يلزمنا من النضج كي نكون قادرين إذن؟وكم يلزمنا من العمر كي نصل إلى ذلك النضج الذي يجعلنا نعيش معًا بسلام وهدوء؟وهل هذه هي صيغة السؤال الصحيحة أم يجب أن تكون كم يلزمنا من الدم؟

نظرية المؤامرة التي يتشدق بها البعض ويؤمن بها البعض الآخر أصبحت مثيرة للضحك

إذا كان هناك تدخل غربي ما هو نتيجة ذلك،فسبب تلك النتيجة هي أننا كنّا من الهشاشة بمكان جعل ذلك التدخل يجد ضآلته لدينا

بناء خرب نخر السوس أعمدته فأصبح من السهل دكه وتدميره على رؤوس أصحابه

للأسف هي عادتنا_نحن العرب_في إلقاء اللوم على شماعة الآخرين

الرواية مستوحاة من حادثة الهجوم على كنيسة النجاة في بغداد عام 2010 كما قيل

رواية تشرح بمأساوية الشتات الذي تحدثه الحرب والدماء التي تهدر الذي تحدثه العنصرية والطائفية

عائلة مسيحية على الرغم من كثرة عددها تفككت،فمات منها من مات وهاجر منها من وجد في الهجرة الخلاص والحل الأمثل

على الرغم من صغرها تلك الرواية،إلا أنها ستفجر في داخلك سخط شديد وستضعك في قلب واقع المجتمع البشع

ربما ليس بيدنا من شيء سوى أن نتضرع _ كما فعلت بطلة الرواية_ إلى مريم الطاهرة،كي تصلي وتدعي من أجلنا،من أجل أوطان تُهدم وتضيع بأيدي أبنائها

" يا قديسة مريم،صلي لأجلنا، يا والدة الله،صلي لأجلنا، يا أمًا مصلوبة، يا أمًا موجوعة، يا أمًا باكية، يا أمًا حزينة، يا أمًا متروكة، يا أمًا منفردة، يا أمًا ثكلى ، يا أمًا مطعونة بالحربة، يا أمًا متضايقة، يا أمًا مصلوب قلبها، يا أمًا مغمومة، يا ينبوع البكاء، يا جبل الحزن، يا صخرة الثبات، يا مرسى الاتكال، يا ملجأ المتروكين،يا ترس المظلومين ،يا غالبة الكفرة،يا معزية المساكين،يا دواء الموجوعين، يا قوة الضعفاء،يا ميناء الغارقين،يا سكون الرياح،يا مرهبة الخبثاء،يا كنز المؤمنين، يا عين الأنبياء،يا فرح القديسين،صلي من أجلنا يا أم الموجوعين"

يا مريم

صلي من أجلنا :))

تمّت

****

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق