حب وقمامة > مراجعات رواية حب وقمامة > مراجعة سمر محمد

حب وقمامة - إيفان كليما, الحارث النبهان
أبلغوني عند توفره

حب وقمامة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

كيف يمكنني أن أصفها.. لا أدري !

إيفان كليما في هذه الرواية قرر أن يجعلك تنظر للعالم نظرة مختلفة كما فعل بطل الحكاية وإختار مهنة لا يدري لماذا هي بالتحديد ولكنه يُدرك أنه يريد أن ينظر للعالم من منظور أخر .. وليس العالم فحسب ولكن لحياته ايضاً بكل ما فيها .

هذه الرواية هي تجسيد للصراع الكامن داخلنا حول امور كثيرة في الحياة

قد نحتاج احياناً أن ننظر لحياتنا من الخارج لنعيد تقييمها كما ينبغي

حياة البطل كانت ما بين الحب والقمامة (نظرية في 288 صفحة)

ولو نظرنا إلى حياتنا بقليل من التركيز لربما وجدناها مشابهه إلى حد كبير

ويدور بداخلنا الكثير مما جاء في هذه الرواية

قسم إيفان روايته إلى خمس أقسام ولو أني لا أرى سبباً لهذا التقسيم فلا يوجد علامة تميز كل جزء عن الأخر

وجدت نفسي داخل رأس البطل الذي لا يكف عن التفكير في كل شئ وأي شئ وربطه بالماضي والحاضر

الماضي الأليم الذي لا يستطيع نسيانه والذي يؤثر في حاضره بشكل مباشر يجعله في حالة من التردد الدائم والقلق والبحث عن الحرية المفقودة منذ القدم

وليس حرية الوطن فقط ولكن حريته هو أيضاً من حياة لا يفهمها ولا يتخد فيها قراراً واضحاً .. حائر بين زوجة وعشيقة

لا يعرف اذا كان الحب حرية او هو نهاية الحرية كما عبر كافكا والذي كان له تأثير كبير سأتحدث عنه في وقته

بين سطور الرواية أو بمعنى أصح داخل رأس البطل تقابلك أفكار كثيفة وعميقة عن الحياة والموت و الكثير من خبايا النفوس وخواء الروح

عن القمامة التي لا تتخلص منها في حياتك وتغطي كل شئ في بلادك وفي حياتك ربما تغطيك انت ذاتك .. قمامة لا تفنى ولا تنتهي ..

الرواية خالية من الحوارات تقريباً وأغلبها جاء على لسان البطل

الشخصيات الفرعية عادية ولم يسلط الكاتب الضوء عليها بشكل كبير فكان دورها غالباً ان تدفع البطل لمزيد من التفكير والتعمق في حياته من خلالهم

كما أن الاحداث قليلة جداً ..وأثناء القراءة أنت لا تتوقع احداث جديدة ولا تنتظرها .. تستمر في القراءة لأنك تريد أن تغوص أكثر في تلك الأفكار التي استطيع أن أقول أن أفكار كافكاوية كئيبة في مجملها

إيفان كليما من تلامذة كافكا هذا ما قرأته عنه فيما بعد

يحضر أسلوب كافكا بشدة في سرد الرواية فنجد ان الكاتب بالفعل متأثراً به وبطريقته وتحدث عنه كثيراً في الرواية واستشهد بعدد من كتاباته وأراءه

لا احداث مع كثرة التفاصيل والغوص في النفس البشرية حتى أقصاها

لا يهتم بما حدث او ما يحدث او ماتصل إليه الأمور بقدر ما يهتم بما يدور داخل نفوس الشخصيات

هكذا كان كافكا .. وهكذا كان إيفان كليما تلميذه في هذه الرواية

رواية فلسفية جميلة تحتاج لقراءة متأنية وتفكير فيما جاء فيها وربما إعادة قراءة أجزاء منها أكثر من مرة أو اعادة قراءتها مرة أخرى ..

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
اضف تعليق