حفل المئوية > مراجعات رواية حفل المئوية > مراجعة رضوى الأسود

حفل المئوية - رضوى الأسود
أبلغوني عند توفره

حفل المئوية

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حوار جريدة تاتو

لماذا حفل المئوية كتسمية لهذه الرواية ؟

ـ في حقيقة الحال، "حفل المئوية" كان العنوان الثانى الذي اخترته منذ البداية، فأنا عندما أكتب قصة قصيرة أو رواية، أختار دائماً عنوانين، كان الاسم الأول والذي أعتز به جداً وكنت آمل أن أضعه فوقها هو "خيوط الحرير" على اعتبار أن العلاقات ما بين البشر في هشاشة و رقة الحرير، أي خدش في خيوطه يقطعها، ومهما حاولت رتقها، فأبداً لا تعود مثلما كانت، أيضاً هناك مستوى آخر، وهو بيان أنه مهما كذب الإنسان أو تفنن في مداراة عورات شخصيته، فهو يداريها بخيوط من حرير لأنه حتماً سيُفتضح يوماً ما، فأنت لا تستطيع أن تضحك على كل الناس كل الوقت، لكنني وجدت أن هناك رواية بعنوان "خان الحرير"، ومنعاً لأي لبس أو تشابه اخترت الاسم الثاني (حفل المئوية)، وهو الحفل الذي تقيمه مدرسة بمناسبة مرور مائة عام على إنشائها، وفيه تتجمع الفتيات الستة، بطلات الرواية، في الفصل الأخير منها.

لكل مكتوب غاية .. فما غايتك من هذه الرواية ؟

ـ غايتى أن تعود مصر إلى ما كانت عليه من ريادة في كل شىء، ثقافياً و اجتماعياً وحضارياً، مصر التي كانت تُصّدر ثقافتها وتفرضها على من حولها، والآن أصبحت أكبر مستورد ليس فقط على مستوى الغذاء والملبس ولكن على المستوى الثقافي وهذا هو الأخطر، فقد تم طمس ملامح الشخصية المصرية تماماً، وعن عمد.

والآن بينما هناك كلام في المملكة العربية السعودية عن ضرورة تغيير الخطاب الديني، والمطالبات النسائية ببعض الحقوق كقيادة السيارة على سبيل المثال وليس الحصر، وفي إيران ينحسر ما يسمى بالحجاب عن رؤوس السيدات فيكشف جزءاً كبيراً منها، نجد هنا دعوات رجعية تدعو المرأة للقبوع في البيت ويزداد ارتداء النقاب بشكل غير عادى، وكأن ما فعلته صفية زغلول من خلعها لحجابها أمام الجموع تعبيراً عن تحرر المرأة من الانزواء في الحريم التركي، وكل دعوات التحرر والتنوير الفكري من الإمام محمد عبده و قاسم أمين وغيرهما ذهبت أدراج الرياح. فنحن نعود للخلف بسرعة الصاروخ و على كل المستويات لنناقش قضايا تم حسمها منذ القرن الماضي، و كل ذلك يتم باسم الدين في افتراء ومغالطة واستغلال واضح. فلمصلحة من كل ذلك الارتداد والتردى؟

ما أبرز ملامح الألم والمعاناة التي تضطرم بها مشاعر الشخوص في روايتك ؟

ـ معاناة البطلات الستة هي معاناة النفس البشرية في كل مكان وزمان، فأنا هنا أستعرض المرأة على أساس أنها كيان إنساني مثلها مثل الرجل، يعاني من نفس الإحباطات والفشل. فهناك عبارة في الرواية تقول " وعلى اختلاف أنماط البشر، تظل المعاناة واحدة و الإحباط متشابه".

الرواية رصدت معاناة نسائية .. فأين الرجل ؟

ـ الرجل موجود وحاضر دائماً ، وهو كيان مكمل للمرأة وبدونه لا يستقيم الكون ، فكيف لي أن أتجاهل وجوده والعالم كله رجل وامرأة ؟ والمرأة كيان إنساني في مكوناته غير منفصل عن الرجل، ولكنه يختلف فقط في درجة تلقي المعلومة ودرجة استيعابها و من ثم التعامل معها، فأنا أكره التسميات من قبيل "أدب نسائى" و"سينما المرأة" .. تصور إن أحد أهم أسباب استقرارى على العنوان الثانى للرواية (حفل المئوية) هو مخافة أن تُدرج تحت هذه المظلة التعسفية التي تفصل بين الجنسين ، وعلى العموم الرجل في روايتي له دور فاعل ومُحرك وأساسي، فهو مرسل و متلقي، ظالم ومظلوم، فاعل ومفعول به. لقد حاولت وأعتقد أنني نجحت في أن أقدمه بشكل حيادى بعيد عن أي تحفز أو تجنى .

هل ترين بعداً اجتماعياً شاملاً في روايتك حول مجتمع ما ؟

ـ من الواضح جداً أنني أتكلم عن المجتمع المصري تحديداً و كل المجتمعات الشرقية التي ترزح تحت نير التخلف و القمع والخرافة هذا على المستوى الأول من القراءة، ولكنني كما قلت سابقاً أتكلم عن الإنسان بشكل عام، وبالتالي تتسع مساحة الرواية لتناسب مجتمعات عدة حتى المتحضرة منها.

كيف تفكين أزرار الخجل في " حفل المئوية " كما ورد على لسان إحدى بطلاتك ؟

ـ حينما قررت أن أكتب، بدأت بالشعر، وهذه واحدة من القصائد النثرية التي طّعمت بها روايتى، فالرواية تتكلم عن فتيات جمعهن حُب الكتابة والاطلاع، وكانت هذه إحدى القصائد التي كتبتها إحدى الفتيات، وفيها تتكلم عن تجربة الكتابة في حد ذاتها من زاوية غريبة نوعاً وكأنها ممارسة جنسية بكل ما فيها من تعرُق ونشوة ورعشة.

هل ترين في هذه الرواية تمرداً على الذات وخروجاً من جلباب العزلة والانطوائية ؟

ـ هي تمرد على ذات ظلت دوماً في الظل، مبتعدة، خائفة من كل شىء و أولها نفسها، على الرغم من أنها تعلم أن بداخلها أشياء تريد الإفصاح عنها، هي أيضاً تحدي لقدرات ظلت تراوغ وتخفي مقدرتها طمعاً في الهدوء وراحة البال.

ماذا عن جرأتك ككاتبة من خلال هذه الرواية ؟

ـ أى كتابة حرة نابعة من الروح والعقل، بدون أى إملاءات فوقية أو منفعة شخصية، هي في حد ذاتها جرأة تحسب للكاتب، فالكاتب الحر الذي ما من رقيب عليه سوى ضميره، يكتب حاملاً نعشه فوق أوراقه ، وبالتالي يصبح الثمن المدفوع غالياً. وأتمنى أن أكون يوماً من ضمن نوعية هؤلاء الكُتاب.

هل لديك طقوس خاصة أثناء الكتابة ؟

ـ سابقاً، كانت أدواتي هي القلم والأوراق، وكنت أكتب في أي مكان به مكتب، أما الآن فأدواتي تنحصر في اللاب توب الذي أصطحبه إلى غرفة نومي التي أغلقها على نفسي، و تكون جلستي فوق السرير الذي يستضيفني أنا و أوراقى المنثورة فوقه والتي تكون عادة أفكاراً وملامح للشخوص كتبتها قبلاً، و كتب أعتمدها كمصادر للمعلومات و مراجع، و أهم شيء فنجان القهوة السادة وزجاجة الماء.

معجمك اللفظي كيف تحددين ملامحه من خلال حفل المئوية ؟

ـ أنا في الرواية أحتفي باللغة العربية الفصحى، فالآن أرى أن معظم ما يكتب يكون بالعامية، وعامية اليوم في أقصى حالات التدني، يدعمها تعليم ردىء في المدارس وإعلام يتكلم بنفس تلك اللغة، وبالتالي أصبحت شرعية ومتداولة على كل الألسنة، وأصبحت الفصحى لغة شاذة، غريبة في بلدها، رغم أنها لغة القرآن، وهي الهوية، التي إن ضاعت فلن يتبقى لنا شىء ، ولكني أود أن ألفت النظر إلى أنني في بعض المواضع لم أستطع الاستغناء عن العامية، فهي أحياناً ضرورة لترقيق اللغة أو لإيصال معنى ربما لن تتمكن الفصحى من إيصاله كما أريده للمتلقي .

ما أصعب الإشكاليات التي واجهتك أثناء كتابتها ؟

ـ هذه الرواية كانت دفقاً، إنسال غزيراً من الوجدان فوق الورق وكأنها كانت مختزنة في الروح منذ دهور، كتبتها في شهور قليلة، لكن كتابات الفتيات التي إستعنت بها في الرواية كانت ثمار أعوام مضت.

لخصي لنا أهم القضايا الضمنية التي اشتملت عليها هذه الرواية؟

ـ قضية التعصب الديني الأعمى، قبول الآخر مهما يكن توجهه الفكري أو العقائدي، التسامح الإنساني الذي اختفى ولم يعد له وجود، النفس الإنسانية الطلسمية شديدة التعقيد والتي تحمل داخلها –ربما بنفس القدر- الخير والشر، وأخيراً الحب كقضية وملمح لا ينفصل عن مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية

في رأيك هل " حفل المئوية " .. تمثل نعي خمود أم نعي إفاقة للمشاعر النسوية ؟

ـ لا هذا ولا ذاك، إذا كنت تتكلم عن الرواية في حد ذاتها، لأنني ضد موضوع "النسوية" ومشتقاتها وتوابعها. ولكن على مستوى الحفل نفسه والذي يقع في نهاية الرواية، فربما هي إفاقة للمشاعر الإنسانية بشكل عام. ففي هذا الحفل وفي هذا اليوم تحديداً، يحدث تغيير جذرى في علاقة الفتيات ببعضهن البعض، بل في علاقتهن على المستوى الشخصي والحياتي.

بالنظر لمضمون الرواية الإجمالي .. هل ترصدين فيها ملامح نسوية أم ملامح منسية ؟

ـ أرصد ملامح إنسانية عالمية.

في عبارات قليلة .. لخصي لنا رواية " حفل المئوية " من ناحية الأبطال والمضمون وأسلوب الكتابة ؟

ـ استخدمت في هذه الرواية تقنية سينمائية تسمى "المونتاج المتوازي"، فهي مكونة من سبعة فصول، كل فصل يتكلم عن إحدى الفتيات ربما قبل أن تولد، فقد استعرضت تاريخ الأبوين أيضاً، والفصل الأخير (السابع) هو الحفل الذي يجمعهن بعد سبعة عشر عاماً من تخرجهن من المدرسة .. روح الرواية تكمُن في الفصول الستة الأولى التي تبدو منفصلة، مكونة مجموعة من القصص القصيرة، ثم يأتي الفصل الأخير ليجمع ذلك الشتات والفرقة في تمازج وترابط .. كتبتها بأسلوب يجمع بين السرد والحوار، وبلغة أقرب ما تكون للشعر. والحوار في الرواية يفترش جزءاً كبيراً منها، وهو أساسي ومهم جداً ولا ينفصل عن السرد بل يدعمه ويثريه.

هل نستطيع القول بأن " حفل المئوية " هي نقطة انطلاقة دائمة نحو إبداعات أكثر عمقاً وأشد جرأة ؟

ـ أتمنى ذلك، وهو شرف لا أدعيه

وأخيراً .. ماذا عن مشاريعك القادمة بعد " حفل المئوية " ؟

ـ أتمنى من الله أن يوفقني في كتابة رواية تحتفي بالتاريخ المصري القديم المجهول والمهضوم حقه إعلامياً ودراسياً. فللأسف الشديد العالم كله يعرف التاريخ الفرعوني إلا المصريون و هذه كارثة بكل المقاييس. 

****

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق