مذكرات حرب اكتوبر > مراجعات كتاب مذكرات حرب اكتوبر > مراجعة هدى محمد

مذكرات حرب اكتوبر - سعد الدين الشاذلي
أبلغوني عند توفره

مذكرات حرب اكتوبر

تأليف (تأليف) 4.5
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

سأعتنى به ..كأول هدية ..وأول قطرة من غيث ..

وأول حرف ينطقه الصغير..

كأول نسمه هواء تحمل جناحى ذاك العصفور الصغير كما الريح.. وأول نبضة حرية و أول غصة عذاب وخيبة أمل أيضا ..

وكما أول أحساس بالفخر والإعزاز الصادق والحسرة والندم ..وتمنى ما بات مستحيلا كذلك.

سيظل سحر البدايات قائما فى حلقى وقلبى وعقلى من لقاء هذا الكتاب.

كنت أحب الشاذلى سلفا ومن قبل قرائتى للكتاب .. فلن نقول بأنه غير أو حسن من شعورى أو رأيى به ولكنه بكل تأكيد جعلنى أحبه بدرجة راقية من الإحترام وأحترمه بحب بالغ .

ظللت أتمهل فى قرائتى ريثما أبطء من ميعاد الفراق الحتمى ..وقبعت أصارع شوقى فى المزيد وخوفى من اقتراب النهاية بطريقة لم أعهدها من قبل .هذا الكتاب أنسانى الزمان والمكان والهموم والأوجاع وحتى الأفراح ..عندما ألتق به أدع الكل خلفى ويبق هو فقط أمامى ولا شىء آخر صدقا ودونما مبالغة فأى نوع من السكينة والنشوى يبعثها فىّ.لا أدرى أى نوع من الكتب هذا! هل لأنه يؤرخ لحرب مجيدة تشبعنا بحبها صغارا؟أو لأنه يروى قصص الفروسية والمجد والعزة التى بتنا نتلمسها اليوم فلا نجدها ..

من الصعب أن ينال منى أديب أريب فمالى وقعت فى فخ هاو من رجالات الحروب العظام .فاقت براعته فى السرد كثيرون .على الرغم من أننى لم أتوقع أننى سأحتمل عشر دقائق أعكف فيها على قراءة تفاصيل متواترة وتفصيلية أحيانا عن إعداد العدة للحرب فلم أشعر أبدا بملل او مسنى ريب من لحظة ضيق حتى .

هذا الكتاب على الرغم من أوجاعه إلا أنه وهبنى أملا ولا تسأل كيف عليك بقرائته وستعرف حينها ..أعاطنى قوة وتحد ..وروحا مثابرة ومغامرة أيضا وهكذا تكن الكتب وإلا فلا !!

سترى فى الكتاب ذاك الفارس الذى يترائى لك فى الخيال مجسدا من إنكار للذات وصدق وتفانى وحب للوطن ماله مثيل ..

سترى فيه إصرارا وعزيمة ويقين بالله

سترى فيه رجل الحرب ..الفارس بكل معنى الكلمة

وسترى ملحمة من الملاحم الكبرى ..حين تنسى كل شىء إلا إيمانك بالله والوطن وذاتك ..سترى فيه الشمس التى غابت تعود من جديد ..قد تلعن الحرب التى مهما ربحت فيها أنت خاسر ولكن عندما تفرض عليك لرد كرامتك فستجد نفسك ممسكا بالبندقية عازم النية ومرابط من أجل الثأر

وليس غرورا أو تباهى بأننى كنت يوما على صواب فى رفضى للمعاهدة كما كثر غيرى رغم معرفتى المتواضعه جدا قبل قرائتى للكتاب عن دهاليز السياسة والساسة فى ذاك الحين ..ولكنها نفحة الثقة التى تبادرك بعد سيل من الخيبات اليومية فيمن وثقت بهم فى الوطن أو الحياة .أخيرا ستجد شعاع النور .

ستجد شرحا لما عصى علينا فهمه صغارا .

وأفضل من كل هذا تلك الروح الغائبة من الإيثار ..والثقة فى النصر .كأنها يوتوبيا الجيش المصرى بل الشعب المصرى بل النموذج الذى تتمنى أن تلمسه لومضة من ضوء ..حيث كان الجميع يبذلون الروح والجسد دونما مقابل إلا نصرا أو شهادة ..ستجد قوى الخير والأخوة يتحدون معا ضد العدو الابدى ..سترى بريق العناد والتحدى فى عيون المحاربين وتلمسه ..سترى عودة الوطن الغائب ..وسترى أيضا .........المقامرة بمصير الشعوب ..وإجهاض الأحلام ..وسترى الكبر والغرور وحب النفس ..سترى الخديعة من أطعمها ومن طهاها لنا .سترى المؤامرة التى مزقت لحمتنا العربية ..وسترى المغالطات وستعرف الفرق جيدا بين السياسة وبين ميدان المعركة فالسياسة تعرف كل لون وشكل وأما المعركة فلها لونان فقط إما نصر أو هزيمة ..الحياد عندها يعنى الخيانة .

ياسيادة رئيس الأاركان..أيها الجندى المجهول والمعلن ..أيها الشريف ..الحاضر الغائب ..

سأتذكرك وكل من قرا لك وكل من احب وطنه على إختلاف لونه او عرقة أو حتى ديانته سيتذكرك مثلا للرجل الشريف ..وسيعى جيدا أنك معدن نفيس غال ندعو الله أن يجود علينا بمثله عاجلا غير آجل .وحقا يارجل لو لم تكن محاربا بارعا لكنت كاتبا رائعا .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق