أن لم يكن هو الاول الذي قد كتب في هذا الموضوع ...
فهي ليست كأحدى الروايات التي قرأناها من قبل , فقد عشنا شخوصها بكل مكان ذهبت اليه .
اتسمت هذه "الرائعة" باللغة السلسة والبسيطة , وكيف انه استطاع أي – الكاتب- بأن يرصد البعد الانساني لمشكلة موجودة, مسلطا الضوء في الوقت نفسه على اننا " كثقافة عربية -خليجية" مستعدين اتم الاستعداد بالتخلي عن كل شيء من اجل المحافظة على المظاهر الاجتماعية , ويتجلى ذلك بنبذ العائلة لعيسى او خوسيه كما يحلو لك تسميته , خوفا من القيل والقال .
إنها الهوية الضائعة بين الأوراق الرسمية , ولكن بالرغم من رسمية عيسى , الا ان المجتمع لم يستطع ان يغفر له لذنب ارتكبه واحد منهم !
نعم هي صدمت حقيقة لحياة بطلنا " خوسيه" , فقد تربى منذ نعومة أظافره على حكايات وقصص امه عن وطنه الكويت الذي لفظه ! وعن عائلته التي خجلت منه بسبب ملامحه الأسيوية , فبرغم ما كانت تكنه " ماما غنيمة" من حب لحفيدها , حتى أنها بكت في يوم على طاولة الطعام عندما بدأ حفيدها بالتكلم , مذكرا اياها بولدها راشد . ولكن هل تستطيع أمرأة ان تواجه مجتمع ؟لا ,و هل تستطيع عمته أن تواجه زوجها ؟
فباختصار , فقد أخذنا الكاتب إلى عالمين وثقافتين مختلفتين بل ومتناقضتين , طبيعة المناخ المناخ الفلبيني , وما يدفع الأهل إلى تركه , وثقافة الشعب العربي الكويتي الذي ما زال محتفظا بطبقته الارستقراطية " كل طبقة اجتماعية تبحث عن طبقة أدنى لتمتطيها" .
واشكر الأستاذ سعود السنعوسي , فشكرا لبراعتك وإبداعك , فقد استحققت جائزة البوكر بكل جدارة .