العمى > مراجعات رواية العمى > مراجعة هبة فراش

العمى - جوزيه ساراماجو, علي عبد الأمير صالح
أبلغوني عند توفره

العمى

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

عالمٌ مليء بالعميان ... شيءٌ لا يتحمله العقل

تلك العبارة تثير القشعريرة حقاً تجعلك تتخيلها وهي في بضع حروفٍ فقط ، فما بالك بالرواية الكاملة والتي عمد فيها ساراماغو على ان يضعك في حبكة القصة من اول صفحة يسرد لك الاحداث بعد ذلك متتالية دون ان يجعل لك ولو سطر واحد لتضع فيه كلمة فقدت او تدون فيه ملاحظة لم تكن بالحسبان .

الرواية ادهشتني وبشدة ووضعتني في ذات العالم حتى أنني تعثرت بما اقرأ لأعيد القراءة من جديد واستوعب منها القدر الكافي لأتابع المسير لا أنكر أنني وصلت عند منتصف الرواية تقريباً وقررت أن اتجاهل بعض صفحاتها التي قللت وبالنسبة لي على الأقل من وزن الرواية فأنا لازلت أؤمن وسأبقى بأن القارئ شخص ناضج قادر على فهم الأحداث عن طريق التلميح والايجاز في الأمورالتي من الحشمة واللباقة عدم الخوض بتفاصيلها وسردها .

الرواية لا تشبه أخرى كما لو أن لها عالم خاص وهي حقاً كذلك تنفرد بما تصوره لك من احداث في مدينةٌ سكانها عميان لا احد فيها يبصر خطواته وطريقه يمشهد لك الاحداث لدرجة تجعلك تفزع من هول ما تتخيل وانت تقرأ ما جاء فيها يضعك ساراماغو عالم آخر لكنك حقاً لا تراه .

كنت قد فكرت بالبداية ما معنى أن تظل امرأة واحدة فقط هي المبصرة ؟ كما لو حمل الرواية بثقله ألقي على كاهلها لوحدها ؟ ثم وعند متابعة قراءة الأحداث من لحظة الحجر الصحي او اللاصحي كما صوره ساراماغو الى اللحظة التي يختفي فيها النظام والرقابة و يتحول البشر إلى وحوش عمياء لا تتوقف عند مبدأ أو مسلك أخلاقي ، ثم اختفاء كل مظاهر الحياة من كهرباء و ماء وغذاء لتعم الفوضى في المدينة وتنتشر الأوساخ والأمراض وتصبح الشوارع مقابر جماعية تتوارى على أرصفتها الجثث لتقتلعها انياب الكلاب الجائعة ، ايقنت ان بصيرة هذه المراة بدتوكانها جزءٌ غريب ويصعب تقبله .. بلحظة تقلب الموازين .

نهاية الرواية كشفت عن الحقيقةعن الجانب المخيف و المظلم من الطبيعة الانسانية والتي أظهرتها لنا جلياً الرواية وجعلتها تطفو على السطح .. حضارة زائفة انسانية مدمرة ومنهكة حتى اعماقها وكلٌ يسعى نحو نفسه ومصلحته بمنتهى الأنانية واللامبالاة بشعور الآخري ..

الرواية خرافية عابرة لكل زمانٍ وكان تشير لك بحكمة الى معانٍ كثيرة اعمق مما نتخيل .. ولهذا حازت على جائزة نوبل عام 1998 م .

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
2 تعليقات