ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة غانيا الوناس.Ghanya Lounnas

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

هل يمكنُ لي البدءُ بسؤال؟ هل حدث وشعرت وأنتَ تقرأ شيئاً بأنك تهلث، وأنتَ تطارد تلك الكلمات؟ هل شعرت بأن أحداً ما يلاحقك بين تلك الصفحات؟ أنا فعلت، لسبب لا أعرفه، شعرتُ بنفسِي في مكان عيسى الملاحق من العالم كلّه بذنبٍ لم يقترفه، اختلافُ ملامحه، لغته، تربيته، من يملك الحقّ في الحكم على الناس وتصنيفهم بتلك الطريقة البشعة؟ ليصبحوا طبقاتٍ، ما هذا الوطنُ الذي ينكر أبناؤه لأنهم لا يحملون نفس الملامح؟ وما هذا الوطنُ الذي لا يعترفُ سوى بوطنيّةٍ متبجّحة؟ نحن لا نختار أمهاتنا وآباءنا، ولا نختار كذلك أوطاننا، لكنّنا بالمقابل نختارُ في أعماقنا أن نكون إنسانيين حقاً نتمسك بانسانيتنا، أم نحيلها إلى درجِ الاهمال، لأنها سوف تعيقنا في حياتنا؟ ما يحكمنا أكبر بكثير مما نراه، لذلك ننصاعُ لا إرادياً وننغمسُ في شيءٍ من الرتابة، التي نسميها هكذا هم كل الناس، وننسى أننا نرسخ بتلك البلادة لأوطانٍ فارغةً من القيم والمبادئ الانسانية، الكويت التي رصدها الكاتب بجرأة كنموذج كحال الكثير من البلدان، ليست وحدها لكنّها تكفي لأن نطرح سؤالاً: أليس الإنسانُ إنساناً بغضّ النظر عن جنسه ولونه ودينه ولغته؟ لماذا إذن يصنّف هذا رفيع الشأن، ويصنّف ذاك وضيعاً؟ من هذا الذي يملك بيده سلم التصنيفات ومقياسها؟ وبأي حقّ يفعل ذلك؟

أنا أعترف، أتعبتني هذه الرواية، أتبعني أن ألهث لساعاتٍ خلف هذا الشريد محاولةً أن أجمع له تعاطفاً من أهله وذويه وأناسه، وشعبه في وطن أبيه، أتعبني أكثر أنّه في النهاية استلم لحكمهم الجائر، لم يصمد كساق البامبو، ترك لهم كل شيء وعاد إلى الأرض التي رغم ظروفها وقسوتها، ومعاناتها وفقرها، استقبلته بحبّ وقدمت له بيتاً وعائلةً وحباً.. وربّما كان ذلك الحبّ هو أكثر ما كان يحتاجه ويستحقه..

Facebook Twitter Link .
13 يوافقون
3 تعليقات