عزازيل > مراجعات رواية عزازيل > مراجعة أحمد أبجدي

عزازيل - يوسف زيدان
تحميل الكتاب

عزازيل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بعد التحية لجميع الأبجديين الرائعين - أود مشاركتكم في رأيي المتواضع بعد قراءة رواية عزازيل...

في الحقيقة كانت من الروايات الرائعة التي عشت فيها كل تفاصيل لحظات خيال الكاتب العجيب – لقد كنت أشم رائحة مياه النيل وملابس هيبا وحريق هيباتيا واوكتافيا وعطارة الطبابة وعشب الكنيسة وعبق أوكتافيا – لقد شاركت الكاتب كل مشاعر الحب والحزن والحيرة والإيمان والإلحاد والخوف والعشق والتعب والنشاط والإحباط – لقد عشت معه في نفس الصومعة وفي نفس المركب وعلى نفس الحمار في سفره ومشيت معه حول الكنيسة ونظرت إلى تلك السماء المفتوحة وتلك الحمامات وشعرت ببرده ومشاعره – لقد أبدع الوصف والشرح في رواية ساحرة لقارئها بلا شك.

ملاحظاتي على هذا العمل الأدبي الإنساني الصادق هي التالي (لتسهيل عملية تأطير الأفكار العديدة والمتشابكة):

- إن سألني أي أبجدي عن الفكرة الأهم في الرواية – أقول هي مبدأ كراهية ونبذ التعصب الفكري (وليس الديني فحسب) والذي هو السبب الأساس لنشوء الصراع البشري والانساني منذ بدء الخليقة. ولقد جسد الكاتب هذا الصراع من خلال الكنيسة لما فيه من علامات شديدة الوضوح على أن الإختلاف هو في الأساس بسبب المصالح الشخصية والسلطة والقوة وليس للرب أو للدين أو لمصلحة البشر.

- أعجبني صدق المشاعر والتفكير الحر المنفتح على جميع الاحتمالات – وهذا برأيي هو العامل الأهم لرقي الإنسان البشر حيث لا وجود فيه للعيب أو الحرام في مشاركة الأفكار الصادقة التي يسعى أي فرد من خلالها الوصول إلى الحقيقة – سواء الإيمانية أو العلمية أو مشاعر الحب والإعجاب النقد وحتى الكراهية.

- لمست تناقضاً يكاد يكون مخفياً في شخصية هيبا حيث شعرت بنزعة نحو الإلحاد أكثر منها للإيمان – وكأن الكاتب في نهاية الرواية جعل ما ينطق به الشيطان عزازيل هو الأقرب للحقيقة والواقع حيث شعرت بأن الغلبة في الجدال والحوار هو لعزازيل حيث أنهى الرواية بكلمات تجعلك تقر بأن الشيطان على صواب ويحب مصلحتنا نحن بني البشر – معاذ الله – بل هو سبب تعاسة البشرية وشقاؤها بسبب حسده وحقده وكفره. مع ملاحظة أن الكاتب سواء متعمداً أو سهواً قد خلط بين الشيطان ابليس وبين القرين الذي يلازم كل إنسان. طبعاً أنا لا أشكك بأي شكل بإيمان كاتبنا العزيز يوسف زيدان وبلا بعلمه في مجال الديانات، ولكني أحببت التنويه إلى خطورة هذا الجدال المسموم مع الأفكار النفسية الذاتية خصوصاً لضعاف الإيمان – فأرجو الحذر حيث أذكر الجميع بأن أسلوب الشيطان هو أن يأتيك من 99 باب حلال ومنطق وصواب ليصل بك لباب حرام أو إلحاد واحد في نهاية المطاف.

- أنانية هيبا كرجل كانت واضحة طوال سرده للرواية حتى انتهت بنوع من شيطنة النساء أو المرأة بشكل عام .... فمتى ما كانت المرأة تبتسم له أو تلبي رغبته كرجل أو تحترمه تكون عنده كملاك ومحبوب دون النظر إلى مصلحة الطرف الثاني من هذه العلاقة الأزلية – وأعني مصلحة المرأة ووجهة نظرها. تجلت هذه الأنانية المحضة عندما قتلك هيباتيا امام عينيه ولم يحرك ساكناً مع إعجابه الشديد بها وبأفكارها وبعلمها – وتجلت أنانيته أيضاً عندما كره أوكتافيا لطردها له من منزلها وهي التي أطعمته وساعدته وأحبته وأخلصت إليه بصدق بينما هو قابلها بالكذب والاستغلال ثم بالجحود المقرف عندما رآها تموت أمام عينيه...... انتهاءً بمرتا التي صارحته بحبها ووضعها بكل صدق وقابلها هو بأنانية مطلقة انطلاقاً من خوفه على مكانته في الكنيسة دون أدنى احترام لمشاعرها وحياتها الصعبة حتى أنه قد شيطنها في نهاية القصة وعمم أن النساء يسعون فقط لمصلحتهم ..... وهذا تعميم خطير وظالم يا معشر الرجال.

وأخيراً، وتعليقاً على موضوع الإباحية في بعض فصول الرواية والتي استاء منها الكثير – فأعتقد أن الكاتب هدف إلى تجسيد حقيقة كل رجل بدون مواربة أو نفاق – سواء اكان هذا الرجل راهباً متعبداً، أم كان تاجراً أو عاملاً أو صعلوكاً – فإن الفطرة الإنسانية مجبولة على حب الجنس الآخر سواء أكان عشقاً أو جنساً..... فلا تستقيم فطرة الرجل دون مرأة والعكس صحيح – وتسليط الضوء على حياة الرهبنة المنعزلة عن الحب والجنس بشكل مطلق ودائم هي عبارة عن خروج عن الفطرة التي خلقنا الله تعالى عليها..... والغوص في تفاصيل هذه المشاهد كان بهدف تجسيد حجم العذاب النفسي والجسدي المحض الذي يعاني منه كل منقطع عن هذه الفطرة. فلا تستوي حياة البشر إلا باتباع فطرة الله التي فطر الإنسان عليها مهما حاول الإنسان نفسه إنكارها.

ولجميع الأبجديين أطيب تحية

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
اضف تعليق