رقصة الوداع > مراجعات رواية رقصة الوداع > مراجعة ببليومانيّة ~

رقصة الوداع - ميلان كونديرا
أبلغوني عند توفره

رقصة الوداع

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

؛

؛

كلما مررت بفترة عصيبة على المستوى الشخصي، يرافقها التفكير المضطرب والأرق وضغوطات العمل والإجهاد الجسدي والنفسي، أجدني لا شعورياً أميل إلى رفقة #ميلان_كونديرا. هو وحده من يستطيع أن يجتثّني من بقعة الضوضاء تلك، ويزرعني حيث أجد تفسيراً لكل ما يكتنف النفس البشرية من غموض.

.

.

وكعادته يكتب كونديرا للقارئ غير التقليدي، القارئ الذي لا ينزع إلى غربلة العمل الأدبي مع الميل المسبق إلى ترجيح كفة الاستياء دون الإصغاء لهتافات الاستحسان التي تصدر من أفواه النص حين يُعامل ككلٍ متكامل لا حاجة إلى تجزئته وتقسيمه.

.

.

في #رقصة_الوداع يظهر كونديرا "الفيلسوف" كعادته في كافة كتاباته. يقوم بتعرية الحقائق التي نغضّ الطرف عنها طوعاً وكرهاً، ينزعها كجذورٍ تواريها تربة الحياة القاتمة، يحاول أن يلفت انتباهنا إلى ذلك الجزء الغارق في عتمة الذات، ويدفعنا إلى تقبلّه والاعتراف به، إذ نرفض كوننا بشراً إن لم نقم بذلك، وفي الرفض حماقة لا مبرّر لها. لا أحد يجرؤ على فعل ذلك كما يفعل كونديرا.

.

.

المُلفت في هذه الرواية هو أنك ستجد صعوبة في تحديد بطلها. بطولة هذا العمل كانت أشبه بقالب كعك تشاركته جميع الشخصيات على مائدة النص الخلّاب.

وإلى جانب الحوارات التي يُديرها الكاتب بذكاء بين أبطال الرواية، تقف العبقرية سامقة في حقل الحوارات الذاتية والصراعات الداخلية لكل شخصية على حدة.

.

.

خمسة أيامٍ فقط هي المدة التي تستغرقها أحداث الرواية. خمسة أيام مليئة بالأحداث المشوّقة والقصص التي تسير بتوازٍ نحو مصائر متقاطعة. حبكة محكمة وسرد إنسيابي جميل لا يخلو من رمزية ذكية في بعض المواضع، بعيد كل البعد عن الضياع والتيه الذي قد يُصاب به القارئ لأعمالٍ أخرى مماثلة تفتقد لإبداعٍ لا يقدر على الإتيان به إلا #ميلان_كونديرا .

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق