الفشل في النوم مع السيدة نون > مراجعات رواية الفشل في النوم مع السيدة نون > مراجعة أحمد المغازي

الفشل في النوم مع السيدة نون - ممدوح رزق
أبلغوني عند توفره

الفشل في النوم مع السيدة نون

تأليف (تأليف) 2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

+18

موهبة حقيقية في الكتابة + تجاهل وعدم إعتراف أو تقدير لهذه الموهبة + إحساس متعاظم بالذات وعقدة إضطهاد نتيجة لما سبق + عقد نفسية متراكمة من الطفولة + هوس مرضي بالجنس وكل ما يتعلق به + نقمة على الذات و الأسرة و الوسط الثقافي و المجتمع كله مع رغبة عارمة في تشويههم جميعا = رواية الفشل في النوم مع السيدة نون !

"كل ما سيكتب بنية عدائية عن هذه الرواية – أيا يكن – سيكون من باب الدفاع عن النفس، و تحسين الصورة، واستدراك ما يمكن إنقاذه.. فرصة أخرى.. أنا سبقت، وانتهى الأمر."

- ملحوظة: كل ما سيرد بين علامتي التنصيص هو إقتباس من الرواية.

بداية أنا لا أميل للتعرض لأشخاص المؤلفين عند تناول رواياتهم، فنحن متقون أن الرواية خيال و يجب تناولها على هذا الأساس، لكن ما يضطرني لكسر القاعدة في هذه المراجعة هو الكاتب نفسه باختياره أن يتواجد بشخصه على صفحات الرواية كصوت ثان في الهوامش المعنونة بالرجل الذي قد يكون طبيبا نفسيا أو صائغا من البصرة أو منولوجست أو عازف جيتار أو ... أي شيء آخر، هذا الصوت الذي إتضح في منتصف الرواية تقريبا أنه صوت المؤلف نفسه.

الصوت الأول هنا هو للبطل الذي يلعب دور المريض النفسي الجالس على كرسي الإعتراف في عيادة الطبيب، ليسرد وقائع و تطورات وخيبات حياته الجنسية منذ الطفولة المبكرة جدا، وصولا لعقدته الأكبر التي تتمثل في الفشل في النوم مع السيدة نون.

السيدة نون هنا تمثل كل ما يشتهيه البطل ولايمكنه الحصول عليه، فهي أديبة و شاعرة جميلة و ناجحة ومشهورة أي أنها نقيض البطل المحبط و المهزوم في كل شيء تقريبا.

في الواقع ربما يكون الجزء الخاص بالسيدة نون وعلاقة البطل المعقدة و اليائسة معها قد راقني بالفعل، إلا أن كم التشوهات و الإنحرافات التي طفحت بها باقي الأجزاء قد غطت عليه للأسف.

ما أعنيه بالتشوهات و الإنحرافات هنا هو الوصف التفصيلي المقزز لممارسات مريضة وشاذة، و إستخدام المصطلحات العامية شديدة الفجاجة و البذاءة، و التشويه البشع لصورة الأب و الأم، مع هوس مفرط بالجنس يصل لدرجة الإستشهاد بنجمات البورن مع ذكر أهم مواقعهن و أفلامهن و مشاهدهن!

يمكنني التدليل على ما أقصد بذكر أي إقتباس مما يذخر به هذا الجزء من الرواية، لكنني بدلا من ذلك –ولعدم رغبتي في الإسهام في نشر هذا الفحش و تلك البذاءة- سألجأ للإقتباس مما ذكره الكاتب على لسان الشخصية التي تمثله في الرواية – وهو ما لن يخلو من بعض الألفاظ الخارجة التي لن يمكن إقتطاعها من السياق للأسف - و التي أراها كاشفة و مدللة على المعادلة التي إستهللت بها هذه المراجعة.

- بما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد تذكرت و أنا أقرأ الوصف الفاحش للأم –وكذلك الأب- في الرواية هنا، مقطع من مقال قريب للناقد صلاح فضل عن رواية حمدي الجزار الجديدة (الحريم) يقول فيه عن الكاتب: " أعتب عليه بشدة طريقته فى وصف أمه عندما علمت بسقوط أبيه مغشياً عليه فى ورشته «كان ثدياها الكبيران اللامعان بماء الغسيل يهتزان بإيقاع متناغم مع هزة فردتى ردفيها» فلا يمكن للصبى أن يتحدث عن أمه بهذه الطريقة، ولو كنت من أبيه وقرأت هذا الوصف لأعدت كىّ أصابعه بحرص هذه المرة كى يتأدب " وراودتني فكرة شريرة في إرسال نسختي –التي لا أعلم ما أفعل بها!- من الرواية للأستاذ صلاح فضل، إلا أنني تراجعت خوفا أن يكون هذا سببا في شهرة الرواية لا قدر الله!

و أحب التأكيد ثانية على الحسنة الوحيدة التي وجدتها هنا، و هي أن المؤلف يمتلك موهبة الكتابة بالفعل – وهو ما أراه جزءا من معضلته- و هو ما إستحقت عليه الرواية نجمتها الوحيدة في تقييمي - و قد منحتها لها عن قناعة و ليس خضوعا لطريقة التقييم- ولكن مشكلتي الحقيقية تكمن في كيفية إستخدامه لهذه الموهبة.

كما أنني كي أتمكن من الكتابة عن المؤلف بحثت و قرأت كل ما هو منشور عنه أو عن أعماله على الإنترنت، بما فيها صفحته على Facebook و مدونته.

و الآن نأتي إلى الإقتباسات والتي سأحاول أن أقسمها حسب ترابط مواضيعها:

- عن معاناة المثقف غير القاهري و عقدته:

"المنفسن الحقيقي: (لا تذكروني بالعاصمة، ولا بالامتيازات غير العادلة للنخبة القاهرية، أريد نسيان أن لحم أكتافي من خير المركزية، وهيمنتها..أرجوكم لا تحرموني من الدفء المجاني الناجم عن وجودي هناك،حيث يمكنني تزوير الواقع بكليشيهات سطحية، سهلة الاستخدام عن الحقد.. أنا لا أطيق أولئك الذين إستطاعوا بلوغ غاياتهم، وهم بعيدون، الذين لم تكن لديهم علة تجبرهم على التعريص لمدينة، ولا نقص يلزمهم بمد رجل في جريدة، والرجل الأخرى في دار نشر كي يدخل المعايرون من خارج (الانتلجنسيا) في المنتصف.. أجد نفسي مدفوعا، وبطرق غير مباشرة لمحاولة طمسهم كي لا تحرقني عاهتي كلما نظرت إليهم)."

"خلال مناقشتي لروايتي (خلق الموتى) بنادي أدب المنصورة، وتعليقا على إحدى المداخلات، رفض د. يسري عبد الله وضع إسمي في قائمة واحدة مع الأسماء السردية القاهرية المعروفة - لنا- مؤكدا أنه بعد قراءته للرواية، ولمجوعتي القصصية (قبل القيامة بقليل) يعتبرني متجاوزا لهم.. أكد أيضا أن من كتب رواية ك (خلق الموتى) يعرف جيدا ما الذي تعنيه رواية ما بعد الحداثة.. بصرف النظر عن أن الجملة أقل بكثير جدا مما أستحقه صراحة، إلا أنني لمحت عدم رضى عنها في عيون بعض الجالسين.. إبتسمت، وتجاهلت.. بعدها بفترة أعلن زميل قاهري ألوهيته السردية من نفس المكان، الأمر الذي دفع نفس الجالسين للتصفيق الحاد.. الدرس المستفاد: أبناء إقليم شرق الدلتا بشر عاديون، يرونني كاملا، متفردا، ليس لدي عقد أمارسها ضدهم، ولا ينتظرون أحدا من خارج الحدود كي يذكرهم بحقيقة أنني بلا ثغرات تنتظر ترميمها.. لكنهم في نفس الوقت لا يتأخرون عن تقديم المساعدة لمن يحتاج إلى التخفف من الأحمال الخبيثة التي تكسر ظهره، خاصة لو كان غريبا قاهريا.. كما قال (برجسون): (نحصل على كلمة مضحكة بإدخالنا فكرة لا معقولة في قالب عبارة مقررة)."

- عن الكتابة بغرض الانتقام أو التشويه:

"تخيل أنك ترسل نصا، أو تدوينة، أو فقرة من رواية في رسالة إلى صديق، أو إلى أحد معين.. تخبره أن في هذه الكتابة رد على إرتكابه عنف ما ضدك، وـأنك تتمنى أن يقرأها، ويفهمها، ثم يتخذ رد الفعل الناسب الذي يرضيك، ويشبع رغبتك في شفي غليلك منه.. تخيل مدى غضبك لو لم تحصل على نتيجة من هذا.. لكن تخيل أيضا أي شعور بالسخافة، وبرخص الكتابة الذي سيصيبك لو إستجاب لك.. لو اعتذر مثلا، أو ظهرت عليه الآثار المدمرة لانتقامك.. الكتابة هي ألا يستجيب إليك أحد.

المشكلة أنني بالفعل مضطر لكم."

"لابد أن أترك فوضى ما.. خلل في نظام، وعيب في تنسيق.. ليس عن قصد، وإنما عن تكاسل هو في حقيقته تعمد لإفساد رونق لا يكتمل إلا بثغرة هنا أو هناك.. إستجابة تلقائية لرغبة ثابتة في التشويه، وفي عدم الإكمال النموذجي.. كم كتاب، وكم غلاف كتاب، و كم مدونة، و كم موقع، ربما تغاضيت عن قبح أكيد، وواضح، وشامل في بعض الأحيان.. كم مرآة حرصت – بديهيا- على أن تظل مجروحة، وملوثة.. أمينة في تمرير نسخة من وجهي تعيش في مخزن الأنقاض، المعروف باللاوعي، أو على الأقل مخلصة في قذف لطشات من روحها على جدرانكم.

أنا راقصة إستربتيز لم تمتلك يوما مزيلا لرائحة العيون."

- عن تبرير البذاءة:

"قال لي أنه بشكل عام –ولأسباب مرتبطة بثقافة المجتمعات العربية، و الإسلامية، فإن كاتبا مثله – لو لم يكن بمقدوره الهرب – يأتي إلى العالم مدفونا تحت طبقتين قدريتين من القهر، لا سبيل لإزاحتهما: قلة القراء، وأمراض و تشوهات، وإعاقات هذه القلة.. إذا كان بحياتك الشخصية – أو لو كانت حياتك كلها – عذابات، وخسارات دُفعت ثمنا للكتابة – وهذا عادي – فإن أحقر مافي تلك المعادلة لن يكشف عن سخريته المذلة إلا عند الحصول على المكافآت البضينة."

"كيف تجرؤ على تحويل آلامك إلى لغة بتلك الطريقة الخاطئة!."

"أعترف أنني تعمدت التخفيف بقدر الإستطاعة مما يمكن أن يعد بذاءة في لغة هذه الرواية، وذلك لترويض ما أقدر عليه من النفور الأخلاقي لدى نوعية معينة من القراء، والذي قد يفسد علاقتهم بالرواية فينفصلون عنها كليا.. يبدوا ما أكتبه الآن مضحكا لي جدا.. أعترف أنني حاولت ذلك أيضا لإزالة العوائق المحتملة التي قد تمنع بعض دور النشر من نشرها، و التي قد تقف أيضا عند فئة من محكمي المسابقات ضد حصولها على جائزة.. هاقد وصل الضحك الآن إلى حالة مشابهة لتلك التي يسببها لي فيلم (لا تراجع ولا إستسلام "القبضة الدامية")

وسيقتطعون فقرات من الرواية، وينتزعونها من سياق السرد كي يحاولوا إستعادة كرامتهم، أو ليحصلوا على كرامة جاهزة مجانا لكن هيهات!.."

- عن الإحساس المتعاظم بالذات و عقدة الإضطهاد:

"أنا صاحب كتاب (عداء النص)، الناقد الذي يتحدثون دائما عن براعته في الحفر داخل النصوص.. مع تقديره، واحترامه لكل كتابات الآخرين عن أعماله فإنها حتى هذه اللحظة لم ترتق إلى ما يكتبه هو عن أعمال الآخرين.. أجمل مقال كتب عنه هو (إستعادة السيء في الأمر) الذي كتبه بنفسه، وربما سيكون الأجمل منه ما سيكتبه عن هذه الرواية."

"أنا لست طيبا، ولا متواضعا، ولكنني ببساطة أعرف أن وجودي الحقيقي يكمن في الكتابة.. الهوية الفعلية التي يجب أن تكون مدخلا لكل محاولة تعريف لشخصي.. هذا الوجود ليس هشا بحيث يعوزه توزيع بلطجة نرجسيةعلى كائنات الهرتلة التي تحاوطه.. (شد القلوط الإستباقي) الذي يتعامل به الآخرون من رفقاء السلاح.. كأن كتاتاباتهم تحتاج، وتلزمهم أن يبدأوا أي حوار ب (إحذر، وخذ بالك، و لا تنس.. أنا فريد من نوعي، و ذو مكانة خاصة ومميزة، أستطيع إلتهام الحشرات من أمثالك بسهولة).. المعنى الذي يستطيعون كتابة تدوينات لا نهائية عنه لمجرد البضن، وهذا بالضبط ما أفعله الآن.. نعم.. ما تفكرون فيه الآن صحيح جدا.. أنا أحسن منكم جميعا."

"قلت له يسعدني للغاية إسداء النصح لل (روائي الشاب) الذي وجه إليه المحرر الأدبي بجريدة قومية سؤالا يشبه: (ما رأيك في رواية "أن تكون عباس العبد" خاصة أن الناقد "ممدوح رزق" قد سبق وكتب أنها محدودة القيمة).. الروائي الشاب الذي رد على المحرر بإجابة تشبه (أنا لا أعرف من هو "ممدوح رزق"، ربما سمعت إسمه مرتين أو ثلاثة لكنني أعتبر "أن تكون عباس العبد" رواية عظيمة).. بصرف النظر عن كذب المحرر، أو جهله، حيث أنني لم أكتب في مقالي عن الرواية – ولا في أي مقال عن عمل آخر – أنها محدودة القيمة، بل على العكس أشدت بها في السياق الذي تناولتها من خلاله.. بصرف النظر عن ذلك فإنني أريد أولا إبلاغ (الروائي الشاب) بتضامني معه، وتقديري لظروفه تماما، وبأنني أعلم جيدا أن من الصعب عليه، بل يستحيل أن يكتفي بأي من الإجابتين (نعم أتفق معه) أو (لا أتفق معه) مثل أي كائن محترم، بل أن متاعب الحياة، وهمومها، تفرض عليه أن يستغل الفرصة – إعترافا بفضل مقهى وسط البلد الذي يجلس عليه، و ليس مصادفة بالتأكيد أن إحدى القنوات الفضائية العربية إستعانت بخبرته للحديث عن مقاهي القاهرة – لاستعراض إحساسه بنفسه كمركز للكتابة المصرية، وبناء على ذلك يجب أن يذكر القراء ضمنيا، ويذكر المحرر الأدبي بتلك المعلومة العظيمة (من أعرفه فقط هو الذي يملك رأيا جديرا بالاحترام).. المحرر الأدبي الذي لو كنت مكانه لم أكن لأحرجك، وأجعلك تعملها على نفسك لو سألتك (ما أهمية معرفتك ب"ممدوح رزق" أو عدم معرفتك به في النقاش عن الرواية.. لماذا لا توافقه الرأي أو ترفضه فحسب؟!).. أنا أعرف شعورك بذاتك يا عزيزي، وأعرف شعور أمثالك الذين تعرفهم، ويعرفونك، ولكن – وهذه هي النصيحة - تلك الطريقة في (الرسم) قديمة، وطفولية، ومضحكة حاول أن تستخدم بديلا لها، أسلوب بائس، مفضوح، يعطي – للأسف - نتيجة عكسية، فبدلا من أن يعتبرك الناس (صايع)، وذكي، وصاحب شخصية، سيعتبرونك عبيطا، مفشوخا من الهوس باثبات الذات، يدعي لنفسه الأهمية بدون مناسبة، وفي مواقف غير مبررة مثل أي أهبل.. هذا لو كنت لا تعرفني فعلا."

"منذ عشرة أعوام تقريبا.. مرتان، أو ثلاثة كل سنة أسمع، وأقرأ هذه الكلمات بصيغ مختلفة: (أنت مختلف.. لا أحد يكتب مثلك.. نصوصك تجعل من كتابات الآخرين متشابهة، بينما تقف وحدك في منطقة لا يصل إليها غيرك، الفرق بينك، وبينهم أنهم قريبون دوما من أماكن التصوير، بل مقيمين فيها، بينما أنت بعيد).. أسمعها من قراء بالصدفة على مقهى، أو في ندوة، أو داخل مكتبة، وأقرأها عبر رسائل البريد الإلكتروني، وبريد (الفيس بوك)، وتعليقات المواقع، و المنتديات التي أنشر بها.. أحيانا تأتيني بنبرة إدانة تصل حد الذهول، والغيظ لكوني (بعيد).. كل ما أشعر أحيانا أنه ينقصني، وأنني في أشد الإحتياج إليه يختفي، ويضيع تماما في هاتين المرتين، أو الثلاثة من كل سنة.. كل شيء عدا تلك الكلمات يصير خائبا، ورخيصا، وتافها، أشكركم كثيرا.. أنا أعرف جيدا أن معكم كل الحق."

"أنا صاحب أشهر قول مأثور، مأخوذ من نص أدبي على الإنترنت، وأكثر العبارات تداولا، وانتشارا، واستخداما في التوقيعات، و الصور، و المسابقات الأدبية في المدونات، و المنتديات:

(لا تخف.. ليس معنى الوقوف في النافذة أنك ستسقط.. ليس معنى السعال أنك مصاب بالسرطان.. ليس معنى ضيق التنفس أن قلبك به شريان مسدود.. الحياة فقط هي التي معناها أنك ستموت). "

- عن العقدة الرئيسية:

"أعرف أن عملي يقتضي أن أخترق اللاشعور كي أفضح المكبوت الذي يرفض الإعتراف به.. أن أكشف الأسرار التي يخاف من مواجهتها.. أن أصطاد هفوات، وسقطات لسانه، وأن أتوصل إلى معان لها وفقا للعوامل، و الملابسات التي أدت لحدوثها، ودون التقيد بنقاط إستدلال ثابتة، هفوات، وسقطات لسانه، أم هفوات، وسقطات أزرار اللاب التي أكتب بها الآن.. لا شعوره هو، أم الأحكام اللاواعية التي تسيرني، وتحدد قدري.. إعترافاته، أم البوح الثقيل، السخيف، غير المبرر، الذي يجب أن أؤديه كعقاب لا أدري على أي ذنب.. دوافعه البدائية، أم غرائزي الجنسية، و العدوانية.. سعيه للتوازن مع النزوات، أم محاولاتي لترويض الذكريات، وحفظ الذات.. أبوه، وأمه، أم الطبيعة السامية للأوامر، والنواهي التي ورثتها عنهما.. من منا لا يريد أن يضع (الأنا) مكان (الهو)، و يريد أن يعرف ما الشيء الذي يفكر في داخله، ويوجه أفكاره، وأفعاله، وتخيلاته اللاهية.. في (خلق الموتى) كانت هناك سردية مضادة عن قتل الإبن إستخدمتها لقتل الأب، ثم لإعادتهما للحياة في صورة أخرى.. التخلص بالدعابة من الأبوة، والبنوة معا فلا أحد منهما يطيق الآخر، وكلاهما يتبادلان دوريهما، و يتصارعان طوال الوقت.. كأنه وجه آخر – هزلي – للذنب الأوديبي عند (ديستوفيسكي) في (الإخوة كرامازوف).. ربما أمي هي التي كتبت (خلق الموتى)، وتكتب الآن (الفشل في النوم مع السيدة نون) بطريقة ما."

"أريد أن يقال من ضمن ما يمكن أن يقال عن هذه الرواية: (لقد وقف "ممدوح رزق" عاريا في ميدان مزدحم، ثم أطلق من فوهة عضوه العفاريت كي يعذبها – للحظات – بالخروج منه، قبل أن ترتد إلى داخله ثانية)."

كان هذا هو الإقتباس الأخير و الذي أراه معبرا بالضبط عما فعله الكاتب في هذه الرواية ...للأسف!

يبقى تعليق أخير لى عما أراه إيجابيا بشأن هذه الرواية، و هو أنه لم يقرأها أحد... تقريبا! فالرواية الصادرة من شهر أبريل الماضي ليس لها إلا تقييم واحد بخلافي على موقع الجود ريدز و هو ما أراه مؤشرا مطمئنا إلى حد ما، فكما إنتقدت من قبل أذواق القراء الذين يرفعون من أسهم روايات أراها لا تستحق إلى عنان السماء، أرى واجبا الإشادة بإعراضهم عن مثل هذا الغثاء الذي قرأته بدافع الفضول البحت!

و ملحوظة أخيرة للكاتب لو صادف وقرأ هذه المراجعة: أعرف أن هذا النقد يبدوا قاسيا و شخصيا، لكنه رد فعل منطقي على صدمتي في الرواية، و كما أكدت سلفا فأنت تمتلك موهبة حقيقية من المؤسف إهدارها أو إفسادها بهذا الشكل.

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
5 تعليقات