مازال في جعبة الرجل الكثير! اللافت للنظر في هذه الرواية بعيدا عن السرد الشائق المتماسك والحبكة الواضحةالمعالم للعيش في مزارع الطغاة، هون تقديم الأبعاد النفسية للتصرفات الغير معقولة لرجل الشارع العادي والمسحوق والفاسد. هل أحمد خالد توفيق يغوص في متاهات النفس البشرية الان؟ أجرؤ وأقول نعم! ولم لا؟ وصف عصام وذهاب ربيع وحتى صيف العمر من بين يديه كان مثلا موفقا، اشتهاء الفتاة التي لن تمانع الارتباط الشرعي وحديث نفسه عن نيل الجسد كان أيضا وصفا دقيقا.
طرح المشكلة سواء المخدرات، البطالة أو حتى الخيانة كان طرحا مجردا من أي قيود وعلى الرغم من ذلك لم يكن فاحشا وهنا تجلت عبقرية الرجل!
الملفت للنظر أن الروايه -للأسف- لم تحصل على ما تستحق وأجد أن ذلك يتعلق بعاملين، الأول أنه لا يكنب (كما يحب) حكام البوكر أن يكتب. والثاني أختياره -وليسامحني على التنظير- لدور النشر.
بالمناسبة لو لم أكن أعرف أنه هو الكاتب لعرفت، لأنه استشهد بطاغور والشاعر صاحب (الغابة والأميال) - نسيت اسمه. وراقني جدا اقتباسه لقصيدة لغازي القصيبي.