كتب علي الغلاف الخارحي للرواية أنها رواية شيقة و ممتعة ، و في الحقيقة لا هي شيقة و لا ممتعة ، فعلي مدي خمسة جلسات في خمسة أيام متتالية قرأت الخمسمائة و سبعين صفحة المكونة للرواية بدون إستمتاع حقيقي ، و هو ما لم أكن أتوقعه لكثرة التقييمات المرتفعة التي تصل إلي خمسة نجوم كاملة من آصدقائي.
من بداية الرواية أحسست بعدم منطقية الأحداث ، فغريزة الأمومة الموجودة لدي أم عائشة - البطلة - لم تكن تدعها لتتركها بهذا الشكل ، و أن تتركها في مدرسة تابعه لكنيسة و تختلق قصة غير منطقية لتدعي أنها قامت بتغيير ديانتها حتي يقبلوها في المدرسة ، و إذا فكرت في هذا الحل الذي ابتدعه الكاتب تجده أبعد الحلول عن الواقعية ، فالطبيعي لأي أم في هذا الموقف أن تهرب هي و إبنتها معا إلي آي مدينة بعيدة لن يجدها فيها أحد من عائلة زوجها ، خصوصا و أن عائشة كانت هي إبنتها الوحيدة و لا يوجد أي دافع يجعلها تعود إلي قريتها مرة أخري.
قصة مارجريت الأمريكية التي تتصور أنها إعادة تجسيد للسيدة مريم المجدلية مع رزق العامل و حملها منه لطفل تتصور أنه إعادة تجسيد للمسيح عليه أفضل السلام شعرت فيها بالكثير من الإفتعال و الإبتذال الشديد و عدم منطقية الأحداث ، ناهيك عن التسطيح الشديد الذي تعامل به الكاتب مع تلك الشخصية ، مما جعلها في رأيي بلا معالم أو مشاعر أو روح علي الإطلاق.
فكرة الذئب / الذئبة الذي يتتبع كل من بطلي الرواية عائشة و هوارد و تذكر البطلة أنها ربما تكون قد رضعت من هذه الذئبة و هي صغيرة ، ثم إسقاط هذا المشهد آيضا علي النلك توت عنخ آمون في فصل آخر قرب نهاية الرواية فكرة شديدة البعد عن تاريخنا العربي و تشعر أنها منحوتة نحتا من عشرات القصص و الروايات و الأفلام الآجنبية التي تدور في نفس الفلك.
قرب نهاية الرواية كنت بدأت أشعر ببعض الملل ، و تكونت لدي فكرة أن تلك الرواية ربما كانت في الأصل روايتين أو فكرتين منفصلتين تم دمجهما معا لخلق تلك القصة الممطوطة ، و ربما كان من الأفضل أن يتم كتابتها كروايتين منفصلتين.
نجمتان و نصف.