غرفة العناية المركزة > مراجعات رواية غرفة العناية المركزة > مراجعة zahra mansour

غرفة العناية المركزة - عز الدين شكري فشير
تحميل الكتاب

غرفة العناية المركزة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الرواية ليست سهلة ولا بسيطة ، بل عميقة وتحمل مواضيع شائكة استطاع عز الدين شكري بكل براعة قولبتها في قالب روائي مشوق مع أنه يحمل افكارا واحداثا نعايشها ولا نستطيع الجزم بها.

الاربعة الذين تحدثوا من تحت الانقاض هم النظام القائم ، الامن والمخابرات وحال الهزيمة والخذلان والانكار ، الشعور بالوطنية الزائفة كل هذا يتمثل في شخصية أحمد كمال الواقع بين ذاكرته عندما خاض حربا حقيقية مع عدو حقيقي ومع عمله الحالي الذي لا يشعر بجدواه، هو متعطش للعمل الحقيقي لكنه الآن يعتبر لعنة على الكثيرين ويعرف اشمئزاز الذين حوله منه ومن عمله ولا يدرك كم أصبح مزيفا وايضا يجهل نفسه وعمله كأنه انفصام ، هذه الشخصية طُحنت بمعنى الكلمة . وأحمد يعتبر أعمى حتى وهو تحت الانقاض ظل يعاني من العمى.

ثانيا سلطة الاعلام المتمثلة في الصحفي النزيه الطامح الذي يواجه القيد ويأسره حتى يفلت منه ويبدأ في الصعود غير الاخلاقي وتكبر الهوة بين حقيقته وبين ما صار عليه ، ويصبح نموذجا للصحفي الانتهازي المستغل ، وتجثم على صدره صخرة الحزن التي لا تفارقه وكأنه يدفع ثمن طريقه ، اكثر ما اثارني وجذبني في الرواية هذا الفصل عن الصحفي اشرف الذي جلس مع قاتل تلميذه وابنه الروحي بجلسة ودية ومن بعدها تنبه انه تناسى تلميذه وقذارة الذي جلس معه لأجل مصالحه أيوجد أسوأ من هذا ؟ هكذا كان يغوص في الفساد ولا يشعر بنفسه ، واكثر ما جذبتني شخصيته في جانب الحب وعلاقاته غير المفهومة وحالته النفسية ! حتى أنا لم افهمه. ولكني أظن أن هذا مساره الطبيعي الذي يتناسب مع حياته ومسيرته العملية ، كونه يترك مشاعره ويصعد ويتملق ،واخيرا في رجوعه لضميره وتذكيره بأمه وحياته السابقة والخطيئة المرتكبة يشعر باحتقار نفسه لذلك هذا يمنعه من التقدم أكثر في علاقة حميمة وشخصية لأنه لا يشعر بالثقة ولا الأمان يستمر شعوره بوضاعته والحزن والقهر يدق في قلبه.

السلطة الثالثة القانون والجماعات الاسلامية الاصولية ، في شخصية داليا التي أصبحت حياتها كلها بناء على تجربتها وفهمها للدين ترسخ بعد تلك التجربة ، داليا تُستغل وما هي إلا أداة في يد نظام الشيوخ والكبار المعتدلين . وأيضا القبطي نشأت ومكتبه الكبير بتمويل اجنبي وعرض قضية استغلال قضايا بسيطة للعب دور المضطهد وتبرير الافعال السياسية وصراعاتها ،وأيضا هناك الكثير من وجهة نظر نشأت غالب عبرت عن وجهة نظري ، هناك افكار عديدة نعايشها وقد أحسن التعبير عنها ولا مجال لتلخيصها فهذه الرواية تُقرأ وترسخ بنا نظرة أعمق لأوضاعنا المعقدة ولرؤية مختلفة .

رأينا اربعة اشخاص يمثلون فساد نظام متكامل يعمل معا ومترابط جدا ، رأينا جوانبهم النفسية ومشاكلهم الشخصية وقد نتعاطف معهم ،أو نحاول إيجاد الحلول الجذرية لهم لكننا نعرف أنهم ليسوا الأساس وهذا مثل الورد على ضفاف النيل مهما يزيلوه فإنه يستمر بالنهوض والنمو من جديد هذا النبات الشيطاني كما قال ، يا سلاام يا عز الدين شكري :) وفر لنا عز الدين أيضا الرؤية من منظور آخر ومن جانب مختلف جعلنا نفهم أبعاد هذا النظام برؤوسه وبأدواته وبشخوصه .

الملفت والمميز في الرواية أن عز الدين لم يهمل شخصية الام في تكوين الشخصيات الاربعة ، أظن أن لها بعدا رمزيا ، بأن الأم هي البيئة التي كونتهم وانبثقوا من خلالها ليكونوا ما كانوا وإليها قد يعودون وما هي إلا صحوتهم في وقت غفلتهم ، امهاتهم هي مصر باختلاف طبقاتها وثقافاتها.

بعد رمزي آخر أحسن تصويره عز الدين وهو تحت الانقاض ، هناك وعي واعترافات وحقائق أي أنهم ما زالوا يبصرون لكن لا يتحركون مصابون بالشلل ، تلك الانقاض أي ذلك الفساد والوضع المزري أقعدهم وعاقبهم باستمرار وعيهم وضمائرهم ، وفي وعيهم غير نادمين ؟! أوجدوا المبررات الكافية لتبرئة أنفسهم أيكون هذا عقابهم في بطء انقاذهم؟! أهذا عقابنا جميعا ، ذكرتني بعبارة " يأكل نفسه " في رواية اللجنة لصنع الله ابراهيم ، يأكلون أنفسهم !

نحن ما زلنا تحت الانقاض نرى ونسمع ونعي ولكن متى نزيح الجدران وسقف الاسمنت ؟!

لولا الحوارات بالعامية لا أستطيع تحمل قراءة العامية في أدب الرواية خاصة بمثل حجم مضمون هذه الرواية ! الجميل أنه جعلنا مصريين ونقرأ الوضع المصري ونعيشه :)

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
5 تعليقات