لقيطة اسطنبول > مراجعات رواية لقيطة اسطنبول > مراجعة Wafaa Farouk

لقيطة اسطنبول - إليف  شافاق, خالد الجبيلي, محمد درويش
تحميل الكتاب

لقيطة اسطنبول

تأليف (تأليف) (ترجمة) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

بين عائلتين إحداهما تركية تعيش في استانبول، وآرمنية هاجرت قصرا للولايات المتحدة، وأربعة أجيال من النساء، تدور رواية «إليف» التي خطت بالإنجليزية و أثارت عاصفة من الإعجاب والجدل وصل بها إلي ساحة القضاء حيث وجهت إليها تهمة إهانة «الهوية التركية» لتلحق بصاحب نوبل «أورهان باموق» وغيره من المثقفين الأتراك .

تقسم «إليف» روايتها لعدة فصول، يحمل كل فصل اسم أحد مكونات طبق العاشوراء التركي في تصرف ذكي يؤكد علي احترامها للهوية التركية، ويحتاج كثيرا من الحرفية لإختيار الأسم المناسب لأحداث كل فصل، بل أنها تعمدت حضور كلا المطبخين التركي والآرمني حيث نكتشف مدى التشابه والتطابق فيما بينهما، وحيث المطبخ جزء هام من كلا الثقافتين .

في الشطر الأول من الرواية تدخل بنا إلي بيت «قازنجي» – العائلة التركية- في استانبول ومفتاحها إلى هذا المنزل هو أصغر بنات العائلة «زليخة» في مشهد مليء بالتفاصيل والصور البصرية و السمعية تعرفنا زليخة علي أفراد عائلتها، عائلة من النساء فقط الرجل الوحيد فيها هاجر إلي الولايات المتحدة خوفا من لعنة عائلة «قازنجي» التى يموت رجالها في سن الشباب..في هذا المنزل أو منزل المجانين تنشأ آسيا ابنة زليخة غير الشرعية لتواجه الحياة بإعتناق العدمية، واضعة لنفسها قواعدها الخاصة، «إذا لم تتمكني من إيجاد سبب كي تحبي الحياة التي تعيشينها، فلا تتظاهري بأنك تحبين الحياة التي تعيشينها»، «إن الأغلبية الساحقة من الناس لا يفكرون مطلقاً، والذين يفكرون لا يصبحون الأغلبية الساحقة أبداً، فاختاري في أي فئة تريدين أن تكوني».. ربما كانت آسيا تشبة «إليف» نفسها، والتى عادت لإستخدام القواعد في روايتها التالية قواعد العشق والتى تربت في منزل مليء بالنساء و بلا رجل لإنفصال والديها عندما كانت طفلة.

ثم تنتقل بنا إلي «عائلة تشكمكجيان» الآرمنية، تعرفنا عليها من خلال طليقة الابن الأمريكية «روز»، ووالدة «آرمانوش» التى ستتزوج بمصطفى قازنجي ..ليكون منزل عائلة «قازنجي» هو المكان الذي تقرر أن تقيم فيه «آرمانوش» لتتعرف علي استانبول مسقط رأس عائلتها في غفلة من والديها وزوج والدتها..لتنتقل بنا الرواية إلى مرحلة المواجهة ما بين التذكر والنسيان، حيث تربت «آسيا قازنجي» وقد طمس في عقلها كل ما تعلق بمذابح الآرامن و التهجير القصري لهم في آواخر عصر الدولة العثمانية، حيث تحاول أن تمحى تركيا الحديثة ما كان قبل آتاتورك ..بينما تربت «آرمانوش تشكمكجيان» علي تذكر كل ما لا تعرفه «آسيا» بالأضافة إلى كراهية الأتراك و الرغبة في الإنتقام ..ومع علاقة الصداقة بين الفتاتين نكتشف معهما ما لا نعرفه عن تاريخهما العائلي و القومي.

تجدل «إليف» تاريخ العائلتين والمدينة لتنهي روايتها بنهاية ميلودراميا مفاجأة تذكرنا بالفيلم الكندي الشهير : incendies ( حرائق )

لا تشعرك «إليف» رغم تشابك الأحداث وغزارتها بالإرتباك أو فقدان التركيز، هي تمسك بخيوط الأحداث وملامح الشخصيات وتستخدم الأحداث التاريخية لتصل إلي هدفها، في رواية تستحق هذا النجاح الشعبي وإثارة هذا الجدل.. و تثبت شجاعة امرأة تركية وضعت السيف علي عنقها لتبحث عن الحقيقة. وتسبق اعتذار رئيس الوزراء التركي الحالي عن ما حدث للأرمن بعدة سنوات .

تقول «إليف شفاك» علي لسان «آرمانوش تشكمكجيان» المولعة بالقراءة :

«علي عكس ما يحدث في الأفلام، فإن اشارة النهاية لا تومض في نهاية الكتاب، فعندما أقرأ كتاباً، لا أشعر بأنني أنهيت أي شيء. لذلك فأنا أبدأ كتاباً جديداً».

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق