العطر؛ قصة قاتل > مراجعات رواية العطر؛ قصة قاتل > مراجعة ببليومانيّة ~

العطر؛ قصة قاتل - باتريك زوسكيند, كاميران حوج
أبلغوني عند توفره

العطر؛ قصة قاتل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أن يُولد الإنسان بلا يدين أو قدمين، أو كفيفاً، أصمّ، وأبكم.. فلا غرابة في ذلك.. ولكن كيف لإنسان أن يُخلق بلا رائحة؟!!

.

.

نعم .. الرائحة التي نملكها جميعاً بحيث أننا لا نعي ذلك ولم يسبق لنا التفكير في ماهية أن يُولد الإنسان بلا رائحة تميّزه، تعبر عنه وتدلّ عليه..

هذا بالضبط ما كان عليه بطل هذه #الرواية (جان باتيست ِغرنوي) المولود في سوق السمك والناشئ في أكثر المدن ضجيجاً وازدحاماً بالروائح، في باريس القرن الثامن عشر حيث الفقر والجهل والأوبئة والضلال. المولود بأنفٍ خارق لا يُخطئ تركيبة أي ريحٍ تعبره.

.

.

في البدء تصفحت الرواية على عجل واستوقفتني الصفحة الأخيرة والتي تحوي نبذة صغيرة عن المؤلف #باتريك_زوسكيند ساعدتني تلك المعلومات في استيعاب وتقبّل الدهشة التي رافقتني منذ السطر الأول في هذا الكتاب، كان كافٍ أن أعرف عن زوسكيند نزعته السينمائية وكونه أحد المشتغلين بكتابة السيناريوهات والقصص القصيرة، تلك كانت مهنته وكم كان ذلك جليّاً في هذه الرواية والتي امتازت بقالبها الدرامي وحبكتها السينمائية المدهشة، بدءاً من تسلسل الأحداث والمشاهد المصوّرة كتابياً بمنتهى البراعة حيث يستحيل الكتاب الماثل بين يديك إلى شاشة عرض بالغة الدقة والوضوح، فالتفاصيل في هذه الرواية لم تكن حشواً غير مرغوب فيه وإنما جاءت بمنتهى الأناقة ملتصقة بجسد النص، تُبدي كل ما ينطوي عليه من فتنة وسحر ورشاقة لا مثيل لها.

.

.

أما عن النهاية فهي جلّ ما أدهشني وأصابني بصدمة لا طائل لها ولا وصف، التهمتُ السطر تلو السطر، فاغرة الفاه، حابسة أنفاسي إلى أن أغلقت الكتاب وأفلتّهُ من يدي.

.

.

الخيال هو نواة هذا العمل وجوهره، بل كان من التفرّد والإمتياز بحيث لا يخطر ببال أحد أن يجسّد الكاتب الرائحة بحيث تصبح أمراً حسيّاً ملموساً بشكل يصعب تصديقه، كان ذلك في غاية الإبهار والروعة.

.

.

صدقاً أردتُ تأجيل كتابة هذه المراجعة إلى أن تخف وطأة إنفعالي ويخبو وقيد الدهشة ولكن وجدتني غير قادرة على ذلك..

أخيراً سيكون من الإنصاف أن أذكر بأن هذا هو ما ينبغي أن تكون عليه الرواية مكتملة العناصر من خيال وإثارة وتشويق وغرابة ودهشة وجمال وسحر، تقود القارئ إلى ذروة المتعة بمنتهى السلاسة والإنسياب، وتجعل من تجربته القرائية أمراً يستحق الذكر.

انتهى*

...

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
5 تعليقات