ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة zahra mansour

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

ملاحظاتي :

الرواية بها تكلف في اللغة وتفهمت رضوى في ذلك تريد أن تجاري البيئة الاندلسية ومن قرأ الطنطورية وبعدها الثلاثية يستغرب من قدرتها اللغوية في الانتقال بين البساطة وبين الرصانة لكن انا وصفتها بالتكلف لأنها لم تستمر في ذلك ، ضعفت لغتها في الفصول اللاحقة .

الملاحظة الثانية وهي استخدامها للأساليب والتقنيات السردية الحديثة قد يفيدها في بعض المواقف ويكون لصالحها لكنها لم تفلح في ذلك ففي الفصل الذي اعلنت في نهايته حرق البطلة "سليمة" وانتقلت نقلة زمنية كبيرة في الفصل الثاني لدرجة التشتيت، أين نحن وماذا حدث وأكرر قد يكون في صالحها في سبيل التشويق لكن كان ضدها لانها لم تستطع بعدها السيطرة على تبعيات هذه النقلة الزمنية ، تشعر انها لا تستطيع اعادة ربط الاحداث ، وعند استعادتها فهي غامضة ومبتورة ، هل رضوى لا تستطيع مجارات الاحداث ؟

الملاحظة الثالثة أننا نحكي عن الاندلس وماذا تعني الاندلس غير الطبيعة والعشق والهيام والنظرات؟! والاسراف في وصف ذلك ! ، لا شك أن رضوى أهم ميزة في روايتها التطويل وزيادة الوصف لكنه لم يكن في مكانه الصحيح وصفت اشياء تدعو للملل ولا تضيف شيئا ولم تعطها حقها، وكان هناك نقص في أنها لم تفلح في وصف الفروق في المكان والزمان والشخصيات وملامحها وملبسها وحياتها بين الاجيال فهي تحكي سيرة اجيال ، هذه نقطة والثانية لا تصف حالة الحب التي رجوتها منها كونها تتحدث عن الاندلس فمثلا قصة حسن وزواجه من مريمة او حتى سعد وسليمة والأكثر فداحة قصة علي ، شخصية البطل علي الذي استفردت له فصل كامل لم تعطه حقه ابدا ، شو ام لزوم هالخربطة في شخصية الزلمي يا رضوى!!!!!!!!! مع انه له فصل كامل إلا أنني لم استطع أن اتبين او اتصور علي في فكره او حالته النفسية ، علي ماذا يريد وبماذا يفكر وماذا يفعل لا أحد يستبين ذلك ، عند الحديث عنه كنت أعد السنين التي مضت كأنها مضت ولا شيء يغيرها ذهب واتى وراح وقضى 3 سنين تقفز إلى سنتين ... وهكذا يعني بالعامية " راح بين الجبال قعدلو 3 سنين رجع قعد سنتين بعدها راح " أين السياق الروائي ؟!

واخيرا أظن أن رضوى تستطيع كتابة مقال عن موضوع غرناطة لكن رواية فيجب أن تمسك زمامها بشكل أجمل من ذلك ، الحديث عن غرناطة ليس سهلا .

بالطبع رضوى تنقلنا مع أفكار الاندلسيين وقت الاحتلال الاسباني ، وايمانهم المهتز ! رضوى من البداية تطرح سؤال وفكرة محددة وهي : أين الله عن عباده الصالحين وعذاباتهم أين نصره ؟ أليس هو الرحمن الرحيم على لسان أحد الشخصيات لماذا لا يرحمهم أهو المستبد الجبار ؟ هل يحملون وزر الامراء السابقين الذين فروا وتركوا شعبهم يذوق الويلات؟! الابطال ايمانهم متزعزع حتى أن ابو جعفر قبل أن يموت قال بما معناه أنه لا يوجد إله ومات ، كانت هناك شخصية في الفصل الاخير لديها الإيمان القاطع بنصر الله ، وقال نحن اصحاب حق وسينصرنا الله ، هل هناك سخرية ما ؟! الاندلس لم تنتصر ،أم أنا قد ازددت حساسية من رضوى؟! او هو بجد مفش حد مؤمن في الاندلس وطلعوا عن دينهم بسبب هزيمتهم.

الفكرة الثانية هي أنها أبقت من سلالة عائلة ابي جعفر الوراق ، علي ابن هشام ابن حسن ابن علي ابن ابي جعفر الوراق ، ظل وحيدا من دون ولد ولا عائلة هو الذكر الاخير المتبقى شارف على الستين ماذا يعني بقاؤه وحيدا ؟! كنت اتمنى ان يظل امتداد العائلة بامتداد التاريخ حتى لا نشعر أننا فقدنا الاندلس بفقدان علي لانه يمثل رمز وصورة العائلة الاندلسية التي مرت بالاحتلال .

اما الشيء الجميل في اسلوب رضوى سواء في الطنطورية او هذه الثلاثية ، أنها تحكي قصة عائلة بسيطة وعادية وتداعيات الحرب وتأثيرها عليها بشخوص يمثلوننا في طموحنا وآمالنا وأفكارنا وهكذا تكون أقرب للنفس فهي لا تكتب كتاب تاريخي ولا تشرح الاحتلال من كافة جوانبه هي تشرحه من خلال تأثير تلك الظروف على العائلة العادية ، هذه نجمة لصالحها . اما التقييم القليل كان لأنها لم تدخلني في جو النص في اللغة والاسلوب وأيضا للاسباب التي قلتها . امتعضت من ذلك النفور من الإيمان والله واليقين به.

هناك ما لفتني في الرواية ، في فلسطين هناك اراء عن دخولنا في انتخابات مع اسرائيل والاعتراف بيهودية الدولة وهذا اعتراف بحقهم وسيطرتهم وقالت لي صديقة أن ذلك لصالحنا قد نقلب الأمر عليهم ان كانت لدينا سيطرة او قوة او نفوذ في الدولة ، قلت هكذا نحن رعايا وأقلية!! هذا ما حدث في الاندلس ، كان هناك مجاهدين في الجبل يحاولون بأقل الوسائل التصدي لجيش الاسبان والحاق الضرر فيه وبقاء بعض القرى امنة تمارس ديانتها وحقوقها وحريتها ، كان هناك عائلة ذات نفوذ وثراء معرفون بأنهم من عائلة الطاهر قالوا لحسن من ابطال الرواية أن المجاهدين يشوهون صورة العرب وبالتالي النبلاء والملوك لا يعطوننا حقوقنا ونحن نحاول بالسياسة ان نتقرب من البلاط الملكي لنملك النفوذ والكلمة والقدرة على أخذ حقوقنا كاملة ، نحن نريد تكرار التاريخ مثل نظرية آل الطاهر لكن بعد قول الطاهر هذا بسنين معدودة تم قرار ترحيل المسلمين او تنصيرهم يعني لم يأخذوا حقوقهم وآل الطاهر الذين كانوا يحاولون التقرب قد هربوا لا ينفع أن نستجدي حقوقنا ممن سلبها لنا ، هذا حقنا في الاساس ، فكيف نطلبه بخنوع واذلال هذه الأشياء لا تطلب الحق في الديانة او في الأرض والاملاك او حتى في اامتلاك لكتب أيام الاندلس .

يكفينا البكاء على الاطلال والاندلس واحياء ذكراها بصور ومقالات يكفينا أن نتعلم من الهزيمة وندرس التاريخ جيدا ولا نقع في الأخطاء مرة أخرى هذا أفضل لنا حتى لا تضيع بقية البلاد.

Facebook Twitter Link .
7 يوافقون
3 تعليقات