الطنطورية > مراجعات رواية الطنطورية > مراجعة zahra mansour

الطنطورية - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

الطنطورية

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أين كنت منك يا الطنطورية ؟! لم أشبع من حكايا رقية لم اشبع من الطنطورية . لأنها تحكي عن فترة مهمة وفاصلة في حياة الفلسطينيين وحساسة تحمل الكثير من التساؤلات .

استطاعت رضوى ان توصلنا مع القضية انسانيا اكثر منه وطنيا مبالغة في التقديس ، هي حكاية قد تشعرك بملل لأنك تظل باحثا بها عن المزيد هكذا شعرت في بعض الصفحات أردت المزيد، أن تتخطى الكلمات الكثير من الصفحات لتروي عطشي في تلك الحياة وذلك التاريخ ، انقصت نجمة لأنني شعرت بنقص في الرواية تحتاج إلى أحداث وتفاصيل أكثر ، شعرت ان الحكاية انتهت عندما انتقلت إلى ابو ظبي وما بعدها من صفحات قليلة فقط ، لكن يبدو أن رضوى أرادت ان توصل رسالة بوضع الفلسطيني في الشتات أظن هذا تأثرا بمريد فمن قرأ كتبه يعرف ماذا تقصد رضوى استوحت هذا التشتت والبعد والغربة من زوجها .

في منهاجنا التاريخ أخذنا أن اسوأ حال للفلسطينيين هي مخيمات لبنان تعاني من الفقر المدقع والبطالة وعدم اهتمام الحكومة لكن لم يفقهنا أحد بدرس تاريخي يفصل الكثير من حياتنا ووضعنا السياسي كفلسطينيين لم يذكروا الحرب الاهلية ولا الكتائب وأمل ولا قضية ابو عمار مع سوريا . يقول عمي ساخرا وضاحكا خرجوا يرفعون اشارة النصر ، على ماذا؟؟ يذكرونني بحرب غزة الاخيرة وقبل الاخيرة يحتفلون بمهرجانات على النصر وكثير من البيوت لم تُشيد وقد هدمت وتهدم حال أهلها .

تقول صديقتي إنه "ما في زلام بفلسطين انقرضوا من الانتفاضة الثانية" اقول "الزلام انهزموا في لبنان وراح الي راح وما ضل بعدهم حدا والي ضل صار اسم ع ورق " بالاخر ما في رجال مع اختلاف توقيت انقراضهم.

هذه الرواية تخصني وتلمسني كإنسانة ومن ثم كفلسطينية ، وما اعطتني اياه رضوى لم تعطني اياه رواية اخرى عن القضية لأنني وقد تبلدت عواطفي تجاه القضية ، اشعلتها رضوى مرة اخرى عندما اعادتني وربطتني بالجذور بالماضي بالمفتاح "الامل المتجدد "

قد افلحت رضوى بجعل الشخصية الرئيسية انثى ، بطلة الرواية تروي قصتها ، نظرة الانثى مختلفة وعواطفها وصمتها وذاكرتها لها وقع اخر ، هذا ما نحتاجه لغة رقيقة بشكل عام وتحمل بين حروفها قضية لا تُسرد بحكاية بسيطة بل اكسبتها عمقا تلك الذاكرة ليست سهلة قد تقتل !! مثلما عبرت رقية عن أن كتابتها قد تقتلها.

وقد ابدعت ايضا بتصوير الانتظار فمن البداية وأنا انتظر مع رقية وابو الأمين وعندما عبرت في النهاية هي وحسن إنها مطولة استيقظت فجأة اي والله يا رقية مطولة وطولت بزيادة ، قضيتنا ما صارت لاجئين ومخيمات لانه صار الوضع مقبول نوعا ما ومنتعايش معه ، القضية صارت حرب قيادات وكراسي واتفاقيات ومفاوضات ، نحتاج لطنطورية لتترسخ بعقولنا أكثر وتبني هناك صرحا من الأمل والحلم والسعي لها لأننا في يوم ما قد نسلم !

ما أعجبني في الرواية الحقيقة أيضا حتى لو كانت قاسية ، قضيتنا من عند المنظمة وحتى حماس خلصت لكن من عند رقية وغيرها الكثيرات لم تنتهي بعد !

الطنطورية فتحت مواجعي فقبل سنتين تقريبا غزة استقبلت انطوان زهرا المشارك مع القوات اللبنانية في ابادة الفلسطينيين هناك ، فتحت مواجعي على أن اللاجئين صاروا مجرد شعارات واغاني، فتحت مواجعي لأننا ما زلنا نغني لثورة بفرح وابتهاج وبدبكة ونسينا أننا هزمنا شر هزيمة وعلينا ان نبكي لأننا فقدنا الثورة ، ذكرتني الطنطورية بوضعنا الآن فقلت لو عاش الختيارية الثوار وشافوا كيف فلسطين الداخل اليوم ولا شافوا الضفة ولا غزة !! مش القصد وضع التقسيم بل وضعنا الاجتماعي وتأثير السياسة علينا كأفراد على عقولنا وأفكارنا وحجارتنا !!

الطنطورية كانت بسيطة تصلنا بسهولة مليئة وفلسطنية بامتياز وهذا ما ميزها وهي خرجت من اديبة مصرية فاحتوت على كثير من الاغاني التراثية والأكلات وهدايا الفلسطيني لاخوته برا زيت زيتون وزيتون وجبنة وخبز طابون !! اه امي قبل اسبوعين اخذت لخالاتي في عمان نفس هالهدية مهما توفر لهم في الغربة أكل فلسطيني يظل خير هذه البلاد مختلف هكذا يظنون وليتنا نظل نظن مثلهم !

لفتت نظري رضوى لأحاديث العجائز من حولي عن حياتهن وحالهن كلهن يحتجن للكلام جربت ذلك مع زوجة عمي ما إن قلت لها كيف كانت حياتك حتى رأيت إضاءة في عينيها تريد أن تحكي ، تبسمت وقال " شو بدي اخرف تأخرف ومن وين بدي ابلش ، رح ابلش من قرية بلعين لما رحت ادرس فيها وانا عمري 18 سنة " وبدأت تحكي تفاصيل الاشياء وترسم خارطة بيديها على الطاولة كيف انتقلت من قرية لقرية ولون الباص وعدد الذين كانوا فيه وعدد طالباتها تفاصيل دقيقة ما زالت تحفظها وانا مندهشة لأن زوجة عمي لو أذكرها في البارحة لا تستطيع أن تتذكر الكثير ، صدمتني وتذكرت رقية وعمي ابو الأمين وابو الصادق ، في عمر ما يحبون أن يتحدثوا فقط يريدون الحديث والعبث في الذاكرة ، جميلة هي لغتهم كدت أنسى لغتهم البسيطة الفلاحة كح عندما قالت لي زوجة عمي "وكان فيه لوظتين لوظة ادرس فيها ولوظة انام فيها" اللوظة هي الغرفة :D

جمال الرواية بما تتركه لك من انطباع وتأثر وما تحدثه بعقلك وسلوكك وقلبك وهذه الرواية قد فعلتها معي .

Facebook Twitter Link .
21 يوافقون
4 تعليقات