بنات إيران > مراجعات كتاب بنات إيران > مراجعة Ilhem Mezioud ( إلهام )

بنات إيران - ناهيد رشلان, عمر الأيوبي
أبلغوني عند توفره

بنات إيران

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الكاتبة: ناهيد رشلان

عدد الصفحات: 303

التقييم: 4 نجمات

بعد شفائي من تبعات قراءتي لكتاب " رجم ثريا" الذي أدخلني في كآبة وجعلني اقرن اسم إيران بالسواد هاهو كتاب "بنات إيران" الذي تروي فيه ناهيد رشلان سيرتها وسيرة اسرتها يعيدني إلى ذلك الأسى مجددا.

الجملة التي أريد الانطلاق منها لكتابة مراجعة هي آخر سطر في الكتاب، "أجل ياعزيزتي باري، لأعيدك إلى الحياة كتبت هذا الكتاب“

تروي الكاتبة على مدى ثلاث فصول متعاقبة : "إيران" .."امريكا".."أرض الجواهر" سيرتها وسيرة نساء ايران فكانت أختها باري المرآة التي عكست دمار أحلام فتاة ايرانية نشأت في عائلة كل من فيها مضغوط، الأب حازم بحكم الأعراف والتقاليد، والأم لا يعدو دورها عن كونها وعاء لإنجاب الأطفال والموافقة على كل ما يقول زوجها سواء أكان خطأ او صوابا... في هذه العائلة تربت خمس بنات وولدين ذكرين كان لهما كل ما طلبا وما لم يطلبا حتى بحكم المجتمع الذكوري الذي يبيح لهما ما لايبيح لأخواتهن...

"باري" و "ناهيد" كانتا الوحيدتان المختلفتان عن مجتمعهما حاولتا الظهور بشكل مغاير عما كنت تتصف هبه بنات جيلهما من خضوع والتوقف عن التعليم في انتظار الزوج المناسب الذي يتولى التفكير عنهن، يغلق عليهن في بيته ويتوجه للعالم الذي يفتح له يديه بكل ما اشتهى ...

"ناهيد" تحدت ونجحت في السفر واكمال دراستها في امريكا بينما "باري" توالت عليها النكبات من حيث لا تدري بدء بإبعادها عمن تحب وإجبارها الزواج برجل مريض نفسي غطت ثروته على كل عيوبه، إلى رفض اسرتها طلبها الطلاق خوفا من العيب وكلام الناس الذي سيلحق بها، وصولا إلى حرمانها من ابنها ووضعها في المصحة النفسية ثم موتها بطريقة محزنة جدا..كانت ضحية مجتمع لا يؤمن بالحب ويخنق الأحلام في المهد، وضحية قانون يعطي حق كفالة الطفل للرجل مهما كانت حجم عيوبه...

تعددت آلام النساء في هذا الكتاب بين الخنوع والظلم والاستهزاء بهن وحرمانهن ابسط حقوقهن، فتطرقت الكاتبة إلى القوانين الجائرة التي وضعها الشاه والتي كانت بالدرجة الاولى لإخضاع المرأة والتي جدها المجتمع ذريعة فعالة وناجعة، في حقبة الشاه كان كل شيء مقيد، الناس تعيش الجوع والحرمان بينما يحيا هو البذخ في ظل الوضع الاقتصادي الراهن آنذاك والشراكة المثمرة التي عقدها مع امريكا والانجليز... ضاق هواء إيران بحجم البطش والقمع الذي كان يتعرض له الناس، فجاءت ثورة الخميني التي انتظرها الجميع طويلا ودفعت فيها ارواحا لا تعد ولا تحصى ولسوء الحظ كانت ثمارها مرة جدا، صحيح أن الشراكة فضت مع الامريكان والانجليز لكن حال الحريات تقهقر وأصبح أسوأ، فرض الطوق على الكتب والبرامج والمجلات وكل شيء... والنساء كالعادة كن في فوهة مدفع التغيير فحجبت حرياتهن أكثر وأجبرن على أشياء عديدة كالشادور مثلا حتى لو عن غير اقتناع...

الكاتبة كانت جذابة في لغة الوصف والإنتقال بنا في فصول حياتها وحياة من حولها بكل براعة واتقان تجعلك تتقمص كل شخصة وتعيش ألمها بنفسك، كما أن طرحها أو تطرقها للأوضاع التي مرت بها إيران السياسية والاقتصادية كان موفقا دون الانحياز إلى طرف معين إذ أنها كتبته بعيدا عن ايران بعد سفرها إلى امريكا واستقرارها هناك وتكوين عائلة مع احراق حلم العودة إلى الوطن الأم، طبعا باستثناء الضغوطات النفسية التي صحبتها معها إلى هناك ...

مما اقتبست:

قطعت احدانا عهدا للأخرى بألا نتزوج إلا بعد حب، وقررنا أن الزواج المدبر كارثة، انظروا إلى والدي و محترم، علاقتهما أشبه بعلاقة الأب بابنته منها بعلاقة زوج بزوجته. وانظروا كل الفتيات في المدرسة مخطوبات إلى رجال لا يكدن يعرفنهم وعليهن أن يشاركنهم حياتهم. لم نشأ أن نكون حلقتان في سلسلة التقاليد الطويلة التي ترجع إلى أسلافنا. كان علينا أنا وباري أن نكسر هذا النمط .

***

لم أكن أفتقد وجود ولدي البتة، ونادرا ما كانت الفتيات الاخريات يتحدثن عن آبائهن بل لم يكن هناك علاقة حقيقة معهم. الآباء مجرد صورة بعيدة في حياة الفتيات الإيرانيات إلا عندما يتعلق الأمر بالقوانين والعقاب

***

أعرف أن الأمور في إيران لم تتحول من الخير إلى الشر ، وإنما من سيئ إلى ربما ما هو أسوأ.

***

غالبًا ما اتمنى أن أحطم حياتي إلى أجزاء ثم أجمعها معًا بطريقة مختلفة ، العودة إلى الوراء صعبة عندما يكون أمامك عدة خيارات.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق