لقد حصلت على هذا الكتاب كهدية نجاح مقدمة من مدرستي عندما كنت في الصف الثامن الإعدادي،ولكن عندما قرأت عنوان الكتاب ظننت أنه يتكلم عن قصة صلاح الدين وحروبه ضد الصليبيين فلم أتحمس كثيرا لقرائته وتركته مهملا في رف مكتبتي... وبعد أربع سنوات وقع في يدي فقررت أن أتصفحه فلما بدأت به أعجبني فكر الكاتب الإصلاحي وفلسفته التاريخيه ولكنني لم أفهمه جيداً في تلك الفترة ....
... أما الآن فقد قررت إعادة قرائته حتى أفهم النقاط التي لم أستطع فهمها من قبل
الكتاب رائع يتحدث فيه الكاتب عن طرق إصلاح المجتمع والأمة الإسلامية وانتشالها من واقعها المتردي وكيفية النهوض بها حتى تستطيع مواجهة أعدائها ... وذلك من وجهة نظر الكاتب لا يتم إلا بإصلاح نفوسنا من الداخل ... والعمل على تغيير أفكارنا وإخلاص نياتنا قبل الشروع بإصلاح الناس
جاء الكاتب بمثال لأفكاره من الفترة التاريخية التي سبقت الحروب الصليبية على البلاد الإسلامية ويذكر الأسباب التي أدت الى انهيارها في تلك الفترة أمام تلك الهجمات الخارجية ثم يشرع بذكر المدارس الإصلاحية التي ظهرت لتنهض بالامة وتعيد لها المجد ومن هذه المدارس التي ذكرها المدرسة الغزالية التي أسسها أبا حامد الغزالي الذي بدأ بصلاح نفسه وغيّر معتقداته الخاطئة وذلك بفترة عزلته عن الناس ثم عاد بعد ذلك بأفكاره الجديدة والصحيحة(المطابقة للكتاب والسنة النبوية والبعيدة عن الأهواء والمصالح الشخصية) الرامية إلى إصلاح الأمة بجميع أفرادها فيشرع بتغيير الناس للأفضل شيئا فشيئا هو وعدد كبير من المصلحين الذين ساروا على نهجه واتحدوا سوية بأفكارهم وأعمالهم وابتعدوا عن العصبية القبلية والمذهبية التي كانت سائدة في تلك الفترة ... وبسبب جهود هذه المدارس ظهر جيل الإصلاح (جيل نور الدين الزنكي وصلاح الدين) ...فالكثير من الكتّاب يذكرون الجهود الفردية ويعزون هذه الانتصارات إلى صلاح الدين ونور الدين كأفراد وينسون ذكر الفترة التي سبقت ظهورهم أو ما ساعد على ظهور مثل هؤلاء القادة وهم الفقهاء والعلماء والمصلحين
وقد حلل الكاتب هذه الفترة التاريخية وخَلُص إلى مجموعة من القوانين التي حكمت أحداث تلك الفترة مع ذكر مقارنات وتطبيقات من زمننا المعاصر
برأيي فلسفة الكاتب التاريخية رائعة وأفكاره واقعية وصحيحة ليست بحاجة إلا إلى التطبيق وتعد مرجعا مهما لمختلف الفئات من الجماعات والقيادات وحتى الأسر و الأفراد ولو تسنى لجيلنا تطبيق أفكاره ومبادئه والرجوع
...إلى الإسلام الصحيح لعادت أمتنا لعافيتها وكنا خير أمة أخرجت للناس بإذن الله
أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب حتى يتسنى لنا فهم واقعنا والمساعدة على إصلاحه أو المساهمة على الأقل عن طريق تربية أبنائنا التربية الصحيحة الموافقة للكتاب والسنة لإخراج جيل صلاح الدين الجديد ....