الحروب الصليبية كما رآها العرب > مراجعات كتاب الحروب الصليبية كما رآها العرب > مراجعة خالد الزهراني

الحروب الصليبية كما رآها العرب - أمين معلوف
تحميل الكتاب

الحروب الصليبية كما رآها العرب

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الله أكبر ، الله أكبر …. كان ذلك أذان صلاة الجمعة في التاسع عشر من أب/أغسطس لسنة 1099 رفعه مؤذن المسجد الجامع بمدينة السلام “بغداد” تتردد أصدائه في الجنبات ، والناس من كل صوب مقبلون لأداء الصلاة وأذا يشيخ كبير في السن والهيئة أخذ يأكل علانية في نهار رمضان ، فما كان من الناس الا أن اجتمعوا حوله يلومونه ويقرعونه واقترب جماعة من الجند لاعتقاله .بيد أن الرجل نهض يسأل بهدوء من يحيطون به كيف يمكن أن يظهروا مثل هذا الاضطراب حيال الأفطار في نهار رمضان في حين يبدون لا مبالاة تامة حيال ذبح آلأف المسلمين وتدمير المقدسات الأسلامية ، وإذ أكره الجمهور على الصمت فقد أخذ يصف بالتفصيل ما دهم بلاد الشام ولا سيما القدس ، من مصائب فبكوا وأبكوا .

لم يكن ذلك الشيخ سوى أبو سعد الهروي قاضي قضاة دمشق وهو من أصل أفغاني وقد هاله ما سمع من أخوانه الفارين من مدينة القدس والتي كانت قد أصبحة في قبضة الفرنجة في يوم الجمعة في 22 من شهر شعبان من عام 492 هجرية الموافق (15تموز/يوليه 1099 ميلاديه ) بعد حصار دام أربعين يوماً . وصل الأجئين من فلسطين الي دمشق حاملين بعناية فائقة المصحف العثماني أحد أقدم نسخ الكتاب المبين ,اخذوا يحكون لأخوانهم ما جرى من مجازر سالة لها الشوارع والأزقة بالدم العبيط لرجال ونساء والجثث تتناثر أشلاء في كل اتجاه ولم يسلم من ذلك لا مسلم ولا مسيحي ولا يهودي ، فما كان من القاضي أبو سعد الا أن سافر من دمشق إلى بغداد طوال ثلاثة أسابيع في تحت أشعة الشمس المحرقة لذلك الصيف ، فلما وصل ديوان الخليفة العباسي المستظهر بالله وهو خليفة شاب من نسل هارون الرشيد صاحب العصر الذهبي للعهد العباس والأسلامي لم يكن لهذا الخليفة من الأمر سوى الأسم ، فلم تغني هذا الشيخ خطبه التي تبكي العيون من شيئ ، ولسوف تكون تلك الأيام لبدايات لايام هيه احلك منها سواداً وأعظم شئنا .

الكتاب يزخر بالكثير من المعلومات التارخية وكذلك بالكثير من الخزي ، فما نشاهده اليوم من تشرذم وتناحر بين المسلمين والعرب خاصة ليس إلا أرث لتلك الأيام الغابرة . يقوم الكاتب في هذا الكتاب بالأعتماد على المؤرخين العرب نفوسهم وهذا واضح من عنوان كتابه الذي يشتمل على أربعة عشر فصلاً مقسمة الى ستة أقسام ثم ينتهي ب خاتمة ثم المصادر والحواشي فجدول زمني لتسلسل الأحداث ففهرس الأعلام .

المشوق في لغة الكتاب أنها اتة خالية من التعقيد الغوي لكي يتيح لك متابعة الأحداث في سلاسة ويسر وبأسلوب تهكمي لما يستحقه الحدث بعيداً عن الأسلوب الخطابي الفج لبعض الكتب التارخية يمكنك أعتباره مقال صحفي جمع فكان هذا الكتاب .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق