يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعات كتاب يوما ما كنت إسلاميًا > مراجعة عمرو عزازي

يوما ما كنت إسلاميًا - أحمد أبو خليل
أبلغوني عند توفره

يوما ما كنت إسلاميًا

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يوماً ما كنت إسلاميا

هذا النوع من الكتب مما أفتقده كثيرا في كتابات أبناء الصحوة الإسلامية .. قلما وجدت قياديا من قيادات الحركة الإسلامية مثلا يكتب سيرته الذاتية ( و ها هو أحد الشباب يفعلها ) ، أو وجدت من يكتب في تاريخ الحركات الإسلامية المعاصرة، على الرغم من أن أكثر قياداتها أو من عاصر أغلب فتراتها ما زال حياً يُرزق، و كأنما هذا التاريخ سرٌ قد اتفق الجميع على كتمانه !

ذكريات "أحمد" جميلة و قد تتشابه في كثير من فصولها مع غالب أبناء الصحوة الإسلامية و تشعرهم بالحنين إلى الماضي القريب .. بعض الفصول وجب الوقوف معها كثيرا فليست هي لمجرد الذكري -و فقط- بل هي لاستلهام الدروس من أجل المستقبل منها :

1- أن البعض قد يتعجل في الإنتقال من فكرة إلى فكرة غالباً لضعف الوعي أو لهزات نفسية ، و هنا المشكلة مشكلة الشخص نفسه لا مشكلة الفكرة أو ضعفها ، و هذا ستجده كـ"بندول الساعة " تارة هنا و تارة هناك لا يستقر له حال .. الانتقال الفكري يحتاج لثبات أكبر و زمن أطول أحياناً ! .. و لعل أخطر الانتقالات هذه حينما تتم من الدين إلا حالة اللادين بسبب هذه الهزات ! .. هذه المحلوظة ذكرتها خصيصا لهذا النوع الأخير من التحولات ، للشباب الذين صُدموا في التيارات الإسلامية فبدلا من أن ينتقدوها أو يصنعوا البديل الأمثل لنصرة دينهم، وجهوا سهامهم للدين!

2- الفصل قبل الأخير " ماذا حدث للإسلاميين " يستحق بمفرده الـ 5 نجوم كاملة .. فهذا الباب وجب الطرق عليه كثيرا حتى ينتبه الغافلون و حتى لا تغرق سفينة الحركات الإسلامية و يستبدل الله قوماً غيرهم!

التيارات الإسلامية تعاني أشد المعانة في جانب النقد الذاتي .. النقد الذاتي الذي غرضه تدارك الأخطاء و العيوب لا التشويه ؛ حتى تبقى الحركة الإسلامية فاعلة حية !

أحمد يطرق هذا الباب هنا بكل حب و أمانة ( بعيدا عن انطباعات "الموتورين" من كل طرف عن الكتاب ؛ سواءً من الذين فرحوا بالكتاب و كأنهم غنموا كنزاً عظيما لتشويه الإسلاميين، أو الذين رموا الكتاب و الكاتب بكل النقيصة على الرغم من أنه ابنهم و أخوهم ينصح لهم)

أفكار كل تيار إسلامي قائمة على فهم أفرادها فيجوز فيها الخطأ و بالتالي النقد ! فليس كل تيار إسلامي = الإسلام ، بل هي تجارب تحاول تطبيق الإسلام تكمل بعضها البعض و تخطئ و تصيب!

أظن هذه مشكلة مجتمع بأكمله ، لكن أفراد حملوا همَّ هذا الدين لزمهم أن يكونوا هم هداة الطريق لمجتمعاتهم .. نقدنا لأنفسنا يعني التطور للأفضل .. يجب أن نتقبل النصيحة و النقد لا أن نضيق بهما .. للأسف كثيرين من أبناء التيارات الإسلامية يعتقدون أن هذه التيارات محصنة ضد الخطأ و الإنحراف فلا جدوى من النقد ، و منهم من يعتقد أن أي ناقد أو ناصح لجماعته هو إما عدو أو كاره أو يريد شق الصف، حتى و لو كان من أبناء الحركة الاسلامية! ، و منهم من يدندن بأن هذا النقد سيفسح المجال للأعداء للتصيد .. إلخ من الحجج الواهية التي يُحفظ بها الخطأ و الإنحراف و الفساد!

كتابُ ربنا يذكرنا دائماً بأن ما من مصيبة تحدث لنا إلا و هي من عند أنفسنا و بذنوبنا ، فما الذي حدث للإسلاميين حتى ينسوا ذلك و يتنكروا لأي ناصح أو ناقد ، و يُرجعوا أي مصيبة لأعداء خارجيين يتربصون بنا!

قل هو من عند أنفسكم .. قل هو من عند أنفسكم .. قل هو من عند أنفسكم

انتبهوا قبل أن تغرق سفينتكم و استمعوا لكل ناصح أمين ..

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً).

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)

** لو كنت مقترحاً على صاحب الكتاب شيئاً فهو أن يحمل على عاتقه إخراج أجزاء أخرى تحت عنوان " ماذا حدث للإسلاميين "، و ياحبذا لو جعل الكتاب تفاعلياً؛ يتيح به الفرصة لكل محب ناصح أن يثري العمل الإسلامي بنصحه و نقده!

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق