ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة عمرو عزازي

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

يا رضوى ، حددتِ شفرة القلم، وقتلتِ فأحسنتِ القتلة!

بعض الكتب تسحرك..تجذبك..تشدك شدا.. لتغادر عالمك وتعيش بين صفحاتها..!

لا أنكر أن هذه الرواية صبغت أيامي الماضية و المستقبلة بالحزن، والكثير من الأسى ، بدءاً المشهد الأول لأبي جعفر الوراق و هو ينظر إلى المرأة العارية ، يشاهد فى عريها موته و نهاية أندلسه المحبوبة .. إلى المشهد الأخير مع آخر أحفاده " على " و هو يعطي ظهره للبحر و للراحلين من المسلمين - الخائفين من الموت و التقتيل حال بقائهم فى الأندلس - ؛ ليعود إلى غرناطة ؛ فالموت و الهلكة - كما استيقن - هو فى الرحيل عن أرض الأندلس و غرناطة ، و ليس فى البقاء على أرضها !

ما بين الجد الأكبر " أبو جعفر " ، و آخر الحفدة " علي " .. خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة تأخذنا رضوى عاشور لنعيش هناك مع الموريسكيين - آخر المسلمين فى الأندلس - ، لنعيش معاناتهم ، نرى عادتهم ، نضحك قليلا معهم و نبكي كثيرا كثيرا ، هناك نسير فى حارة البياذين ، فى دروب غرناطة ، نبكي الدم بدل الدمع و كأننا معهم لحظة التنصير القسري و التعميد ، أو فى لحظات لوعتهم و هم يكتمون إيمانهم و يظهرون الكفر ، لا يكفنون موتاهم ، و لا يسمعون آذان صلواتهم ، حرامٌ عليهم الاستحمام ، حرامٌ عليهم أسماء العرب ، حرامٌ عليهم الإسلام ..! آه و يا حرقة القلب !

و مع ذلك لم تتركنا رضوى لنموت كمدا على صفحات روايتها ، بل كانت بين الفينة و الفينة تزرع فى القلوب الأمل بأخبار المجاهدين الصابرين هناك .. بالكتب المدفونة تحت ثرى الأندلس هناك تنتظر من يحييها من تحت الثرى ! .. الأمل فى أشجار الزيتون هناك تنتظر أصحابها المسلمين حين يعودون !

هذا درس يا أمة الإسلام و أى درس ! لكن بعد هذه القرون هل تعلمنا ؟! .. هل تعلمنا ما تصنعه الفرقة " و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم " .. و ما يصنع التكالب على الدنيا ...! هل تعلمنا أن قوتنا فى تمسكنا بحبل ربنا و إلا تكالبت علينا الأمم ، لا يرعون فينا إلا و لا ذمة ! .. لكن العراق و فلسطين و أفغان و غيرها من جراحات المسلمين ما زالت تؤكد على أن الخلل لا زال ساريا ... و لعل ثوراتنا العربية تكون هي البداية ، تكون هي جذور شجر الزيتون - هناك فى الأندلس - أينع هنا فى بلاد العرب !

من عجيب القدر مع هذه الرواية أنه يتبقى أيام قلائل و تدخل الأندلس في الذكرى الـ521 لرحيلها الاخير عن غرناطة و رحيل المسلمين في الثاني من يناير 1492م.. و كأن الكاتبة بروايتها الرائعة تُرسل لنا تذكرة بأنه إن كانت الأندلس سقطت من أيدينا مرة ، فلا تجعلوها تسقط مرة أخرى من الذاكرة !

سلامٌ على أندلسٍ و أهلها !

===

على هامش ضياع نجمة من تقييم عمل رائع كهذا .. لماذا؟

قراءاتي للروايات قليلة حتى الآن لكن هناك أمر صار يستفزني جدا ، و بالنسبة لى أخاف أن يضيع علىّ متعة أعظم الروايات ، و هو الحشو الزائد من الكتاب فى وصف مشاهد إلحاد أو إباحية أو غيرها مما أشمئز منه كقارئ .. لم أر داعيا لتفوه أبوجعفر بكلام يعارض به قضاءربه عند موته ، أو كلام سليمة و تشككاتها أو ما تطفح به الرواية من مشاهد وصف إباحي و كلام كله اعتراض و كفر ..!! و الكاتبة لم تكلف نفسها بتلميح هنا أو هناك لتبين خطأ ذلك ، و أظن -و الله أعلم - أن انحيازاتها الفكرية قد طغت عليها هنا فتكلمت بأيدلوجيتها اليسارية - اليسارية المحقرة للدين - هنا و تريد فرضها على القارئ بقصد و وعى أو دونهما ..! " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير " .. ما ضاعت الأندلس إلا بسببنا نحن و هذه سنة الله فى كونه ، يهلك الدولة الظالمة و لو كانت مسلمة .. و لن يُغير الله ما نحن به من ذل حتى نغير ما بأنفسنا !

ربنا اغفر لنا و ارحمنا و تجاوز عن سيئاتنا و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا، إنك على كل شئ قدير

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
2 تعليقات