ربما لا يدرك مرارة اللجوء و الشتات كما يدركها من تجرع من ذات الكأس, يسافر الناس كل يوم مبتعدين عن قراهم ومدنهم يتركون بيوتهم و الطرقات التي تربوا فيها, ولكنهم مطمئنين بأنهم يستطيعون العودة متى أرادوا.
أما هؤلاء فأخرجهم الخوف مرغمين, وحبسهم الحنين, فهم على قيد الحياة ولكن لا يعرفون كيف يعيشون, سكنوا الانتظار . ظنوا بأنهم خرجوا لعدة أيام ولكن الأيام أمست شهور و الشهور أمست سنين و السنين أصبحت عمرا".
تنعشهم نسمة تذكرهم بنسمات بلادهم, في داخلهم شوق للمطر, عل المطر يبلل التراب فتنبعث منه تلك الرائحة, الرائحة التي لم يستطيعوا نسيانها مهما خدعوا أنفسهم بأنهم ( خلص ) اعتادوا ونسوا .
الكلمات تموت على شفاههم وتتساقط وكأنهم عاجزون عن التعبير .
هم في الشتات يبحثون عن مكان يجمعهم ... ولكن أين ؟؟
يؤرقهم هذا السؤال , كما أشياء كثيرة تؤرقهم , فأفكارهم أيضا "في شتات . ذكرياتهم أمست قلادة حول العنق وحقيبة سفر , يخطر في بالهم خاطر مخيف لا مكان لنا في هذا العالم , سفينتهم في بحر هائج يتسرب إليهم اليأس ويكاد يغرقهم , ولكنهم يرفضون الاستسلام لليأس وما زالت هناك فسحة الأمل .
من لهم إلا الله
رضوى استطاعت أن تشعرني برائحة القهوة وكأنها تفوح من الرواية لتداعب أنفي وببهجة الجنائن التي زرعتها رقية في منزلها لتؤنسها وبمذاق السماق
ولكن بصراحة ضايقتني ببعض الألفاظ و السباب في بعض المقاطع وخربت عليّ , وتمنيت لو أنها لم تفعل