لقد تنبّأ نيتشه بما سيحدث في فلسفته وماذا سيتم الفِعلُ بها عن طريق من أساءُ إستخدامها.
وأقتبس كلماته:
"انني لأشعر بإشفاق علي الماضي وقد أصبح متروكاً مهملاً، معرضاً لما سينشأ في الأجيال الآتية من إعتبار وتفكير وجنون، فإن هذه الأجيا ستصطنع لنفسها جسراً من كل قديم مضي عهده.
لقد يجئ طاغية له روح إبليس يتسلط علي الماضي بلطفه وعنفه فيعالجه حتي يصبع معبراً لأقدامه وشعاراً له ومكاناً يصيح عليه ديك فجره."
هذا الكتاب هو المعبر، هذا الكتاب هو الجسر الذي عبرت إليه إلي إلي الحقيقة النسبية، أي حقيقة أتساءل؟ حقيقة نفسي؟ حقيقة أنني لستُ إلّا معبراً لمن سيأتي بعدي وسأجعله أفضل منّي؟ هكذا تعلَّمتُ وهكذا سأعلم أن -كما فعل نيتشه- أن الإنسان ما هو إلّا معبر للإنسان المتفوِّق.
هذا الكتاب ليس كأي كتاب، كذا الكتاب هو كنز، أكثر أفضلية من الكُتب المقدسة كلّها بما أتت. فيه العلم، فيه الأخلاق، فيه كل العلوم الإجتماعية مُجتمعة لخلق مُجتمع من الكائنات الأعلي.
حتّي تفهم هذا الكتاب، يجب أن تفهم ذاتك أولاً، و أن تترك علي عتبة أول صفحة، كل مقدساتك، لأنهُ سيتم هدمها.