ذائقة الموت > مراجعات رواية ذائقة الموت > مراجعة لجين قبطي

ذائقة الموت - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

ذائقة الموت

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اليوم أنا أشهد وقد التقطت هذه الرّواية أنفاسي المتأوّهة في آخر صفحاتها، أن من الكُتُب ما (يوقِظُ مغارِسَ الحِسّ) حتّى تنخر عباب قلبك الطّافح المليء بالحُبّ، فتهوي أمامها كالصَّريع يدندنُ مشدوهاً مذهولاً مفصولاً عن حياته، مُرتبطاً أيما ارتباطٍ بواقعة هذا الكتاب على حياته !

هُوَ ذاك الطِّفــل الرَّجُل، الضّارب في الأرضِ طولاً، ذاته الّذي أبكى مُهجتي لأكتُب، لتكونَ مُراجعة هذه الرّواية دوناً عن غيرها –الأولى- في استحواذها عليّ بأيّامٍ قليلةٍ وبُكـــاءٍ طويل، يَصنَعُ الجَبَــل رِجالاً وهذه هِيَ الخُرافة الأصدَق التي صدّقتها طويلاً وها هي تغدو حقيقةً بينَ هذه الجَنَبات، (واثق) هذا الإنسان الكامن في قلبه،والّذي أماته الحُبّ كما أحياه ، ذو الحِسّ المُتفرّد جعــل من قارئته مأخوذة بجنونٍ لا يُهادن جنونه بـحبيبته (مُنــى) ...

لا أذكُرُ لحظةً واحدة انفصلت فيها جوارحي عن هذه الأوراق، لقد ظللت أسيرةً لها ليالٍ مُتتابعة، وَي كأنِّي كُنت أترقَّب الموت بينَ جنباتها، فقدتُ جدّته ، ومن ثمَّ تثاكلَت أجزاء قلبي لرحيل أُخته (سُميّة) ذات الأعوام الثَّماني والقلب الحاصل على ثمانمئة شهادة فخر لكلّ أبناء الحوش، وتلك العائلة المُمتدّة، أَخذتها الأفعى وسلبت منها عفويتها وروحها، لكنّها لم تلبث أن تأخذ معها روح كلّ الّذين عرفوها وثلاثة أرباع بريق أُمّها وصُمود أبيها، و حُــبّ أخيها الجَميــل ...

لم تفتأ هذه الذّائقة، تصرع القلب بالمُفاجآت، فعلى غير موعدٍ طرقَ العشقَ باب قلوبنا الّتي تثاكلت بالحُزن بعد فصلَين من المَوت، لتُحيي في قلوبنا طائرَ الحياة من جَديد، ليرفرف في هذا الفضاء الرّحيب، ليرتعد القلب تارة، وترسم الانحناءات نفسها على ثغر الأمل لا إراديَّــاً في صفحات الحُبّ واللقاء والثَّورة المُنظّمة الهائجة في آن ...

وَ #حيـــنَ_استحضَر_قلبه ذاك الفَتى ، استحضرنا ماضياً وحلمــاً أجمل معه، أحضرنا واستحضرنا - إلى مائدة الشَّهيّة الأولى للنَّظرات و العُيون الهائمة - الكَثير من الانتظــار ...

والثَّورة ، الثَّورة تلك جعلت منّا عاشقين لكليهما ، فكم كانا جَميلين بتلك الثَّورة ، والحفاظ على المبدأ ... والّذي لم يَطُل عهد فرحه ، فأفناهما ...وأفناني معهما ..

"وَي كأنَّ الحُـــبّ عاهَد أصحابَهُ ، أن لا يرويهــِم مَرَّتين مُتتابعتيـــن !!!!"

لقد ظلّت روحي مُتماسكةً رغم كلّ فصول الموت تلك إلّا أنني هَويت بكلّ ما أُوتيت من ذهول، عند تلك الرّسائل الّتي استنزفتني، مئةٌ أخذت من العين ما أخذَت ، وقطرةٌ من ماء العين في آخر تلك الصَّفحات تشهد على نحيب الفُراق الفجائعيّ ذاك !!!

يكفي أنّ ما كانت تُختتم به من عناوين ، كانت كفيلةً بتلخيصِ كُلّ الآلام الّتي تتضمنها ...

دكتور أيمن العتوم ، شُكراً لكلّ هذا الشَّغف ، ولكلّ هذا الوجع ، الّذي تشتاقه أرواحنا ، لنُعيد رسم الشُّخوص فينا من جَديد ، ونُحيي كلّ من ماتوا حقيقةً في قلوبنا ، ونتشبَّثَ بكلّ من بقوا على قيد الحياة والحُبّ معنا من جَــديد ..

أنهيتها ، ولربّما أنّها أنهتني أيضــاً بشغف \ في تمام السّاعة التاسعة إلّا نَبضاً في السّادس من تشرين الأوّل

2013

لُجين قبطي

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات