الخلافات السياسية بين الصحابة > مراجعات كتاب الخلافات السياسية بين الصحابة > مراجعة Ahmad Ashkaibi

الخلافات السياسية بين الصحابة - محمد بن المختار الشنقيطي
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بداية أقول ما ذكره هنا معظم الإخوة ونبهوا له وهو أن هذا الكتاب لا يسرد أحداث الخلافات السياسية بين الصحابة, بل يناقش منهاج أهل السنة وينقده من ناحية التأصيل الشرعي لتلك الأحداث. أي أن من يقرأ هذا الكتاب عليه أن يكون على دراية تامة بما روي وقرأ كتابا واحدا –من كتب السنة - على الأقل عن الفتنة بين الصحابة والوقائع التي دارت بينهم.

يتناول هذا الكتاب موضوعا من أكثر المواضيع حساسية في تاريخ الإسلام وهو الفتنة بين الصحابة. وهذه الحقبة التاريخية التي غيرت في نظام الحكم في دولة الإسلام وأحدثت الفرقة بين المسلمين يميل المسلم بطبيعته إلى تجنبها وعدم ذكرها فضلا عن البحث والتنقيب عن صحة الروايات فيها. كيف لا وقد تربى المسلمون على اتباع منهاج السنة الذي جسده الصحابة - عليهم رضوان الله – في حياة الرسو ل صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته. ولذلك فإنه يعظم في النفس أن يقول أحد أن الصحابة أخطأوا واختلوا بل تقاتلوا وذهب الآلاف ضحية ذلك الاقتتال. لكن مناج أهل السنة ااسليم يكمن في اتباع الشرع لا اتباع الأشخاص... فالصحابة عليهم رضوان الله بشر يخطئون ويذنبون.

ثم إن كثرة الكتب والمصادر التي تحدثت عن هذا الأمر واختلاف الآراء والمذاهب في تناوله وتداوله يزيد الحرج في الخوض في أمر الفتنة حديثا وقراءة.

إن الخلط بين الدين والأشخاص بحد ذاته فتنة وقع فيها الكثير من المسلمين فأصبحنا نرى من الناس من يتبع فلانا ويقتدي به دون أن يعرض فعله على الشرع والكتاب والسنة. وهذا هو الحال في معظم الفرق الضالة بدءا من الشيعة وانتهاء ببعض الصوفية, تراهم يتبعون "المرجع" الفلاني فهو الذي يشرع لهم وهم يقتدون به.

وهنا تكمن أهمية هذا الكتاب في تحديد الأصول وبيان القواعد التي يجب أن يبنى عليها الأخذ والرد في قراءة التاريخ الإسلامي. والناظر اليوم إلى حال المسلمين يرى الفرق واضحا بين الإسلام شريعة ربانية وبين تطبيقها من قبل المسلمين المقصرين في الغالب.

يهدف الدكتور الشنقيطي من هذا البحث أن يخرج القارئ من مرحلة مجرد الجدال في قضايا المفاضلة بين الصحابة إلى مرحلة التأصيل الشرعي والتحليل والاعتبار. وهو يدعو بذلك إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي بشكل جديد يرجح فيه قدسية المبادئ الشرعية الإسلامية على مكانة الأشخاص, مع الاعتراف بفضل الصحابة ومكانتهم التي استمدوها في الأصل من حفاظهم على المبادئ الشرعية.

وقد وضع الدكتور الشنقيطي اثنتين وعشرين قاعدة في أصول منهجية للتعامل مع نصوص وأحداث التاريخ الإسلامي لا سيما تلك الفترة التي تلت مقتل عثمان رضي الله عنه. وفي هذه القواعد هو يلخص النهج الذي نهجه شيخ الإسلام ابن تيمية في تناول هذا الموضوع بأن يعطي كل ذي حق حقه وأن يأخذ الأمور بظواهرها دون تكلف في التأويل.

وهو يقارن بين نهج ابن تيمية والنهج الذي اتخذه ابن العربي – صاحب كتاب العواصم من القواصم – والذي تكلف فيه بالتأويل والتبرير لبني مروان, فيما أسماه الشنقيطي بمدرسة "التشيع السني".

أسلوب الكتاب علمي بحثي, ومع أن الكتاب قد يفيد الباحث والدارس أكثر من القارئ العادي إلا أنه أيضا يلفت نظر القارئ إلى مبادئ مهمة جدا في التأصيل الشرعي عند تناقل الأخبار والسير والأحاديث. وقد تناول الدكتور محمد الشنقيطي البحث بموضوعية بحتة على صعوبتها في موضوع حساس كهذا. وقد قيل قديما: آفة الرأي الهوى.

أنصح كل من شغله أمر الفتنة أن يقرأه..

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق